«نخاف». فقلت لهم: «هذا يريد قتلكم الساعة، فنحن نقتله، فلعل الله يخلصنا». فما جسر أحد منهم يفعل ذلك، فأخذت سكينا فقتلته بها وهربنا فنجونا.
ووصلت طائفة منهم إلى إربل من ناحية أذربيجان فقتلوا في طريقهم من الإيوانية (?) والأكراد وغيرهم خلقا. ثم دخلوا بلاد إربل فنهبوا القرى، وقتلوا من ظفروا به، فبرز مظفر الدين بن زين الدين - رحمه الله - في عسكره، وبعث إلى بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، يستمده، فسير إليه عساكره، فلم يصلوا إلى إربل. وعاد التتر إلى أذربيجان بعد أن وصلوا الكرخينى (?) ودقوقا، وقتلوا خلقا من المسلمين، ولم يذعرهم أحد، ولم يقف أحد في وجوههم من المسلمين، وهذا غاية الخذلان. وامتلأت قلوب أهل الآفاق رعبا منهم، ولم يحدث أحد نفسه بأنه يمكن لقاؤهم إلى أن انتصر الله للمسلمين بهذه الطائفة من الترك الذين هم عسكر مصر، فإنهم أسقطوا هيبتهم من القلوب، مع ما يسره الله تعالى [167 ا] من تفرق كلمة التتر بعد أن كانت مجتمعة متفقة. وقد جاء في الحديث أنهم يسوقون المسلمين ثلاث سياقات، وفى الثالثة يصطلمون (?). وأظن - إن شاء الله - أن السياقة الأولى هى السياقة التي ملكوا فيها الشام، وبلغت خيلهم إلى غزه، وهرب الناس بين أيديهم