إلى الحجاز. والسياقة الثانية هى السياقة التي وصلوا فيها إلى حمص، ولقيهم فيها السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاون (?) - أعز الله أنصاره - فقتل البعض، وسلم البعض. وتكون السياقة الثالثة بعد هذه، وفيها يكون - إن شاء الله تعالى - اصطلامهم وبوارهم بالكلية.
ولما جرى ما ذكرنا من هلاك جلال الدين وتفرق عساكره وما فعلوه بالبلاد الجزرية وغيرها، سقط في أيدى أهل أذربيجان وراسلوا التتر بالطاعة، وحملوا إلى التتر ما طلب منهم من الأموال والثياب. فأرسل إليهم أهل توريز المال الكثير والتحف، وطلبوا الأمان لأنفسهم وأموالهم وبلادهم، فأجابهم التتر بذلك. فحضر عند مقدم التتر قاضى توريز ورئيسها والأعيان منهم، وتخلف عنهم شمس الدين الطغرائى، وهو مقدم البلد وهو الذى يرجع الجميع إليه.
فلما حضروا عند مقدم التتر سألهم عن امتناع الطغرائى عن الحضور معهم، فقالوا: «إنه رجل منقطع ليس له بالملوك تعلق، ونحن الأصل». وكان الأمر بخلاف ذلك، لكنهم قصدوا الدفع إذ علموا عدم إيثاره لذلك. ثم طلب أن يحضروا عنده صناع الثياب الخطائى وغيرها ليستعمل القان الذى هو ملكهم ما يحتاج إليه. ثم أمرهم أن يعملوا للقان خركاة (?) عظيمة، فعملوا له خركاة لم يعمل قبلها مثلها، غشاؤها من الأطلس الجيد والزركش، وبطنوا