رأيتهم يلعبون على الخيل ويغنون بلغتهم، ويقولون: «لا بالله» - حكاية لما سمعوه من الذين قتلوهم.
ثم مضت طائفة منهم إلى نصيبين الروم [166 ب] وهى على الفرات، وهى من أعمال آمد فنهبوها وقتلوا [من] فيها، ثم عادوا إلى آمد، ثم قصدوا بدليس (?) فتحصن أهلها بالقلعة وبالجبال، فقتلوا من وجدوه، وأحرقوا المدينة.
وحكى شخص من أهل بد ليس قال: «لو كان عندنا خمس مائة فارس لم يسلم من التتر أحد؛ لأن الطريق ضيق بين الجبال، والقليل يقدر على منع الكثير».
ثم ساروا إلى أعمال خلاط ففعلوا كذلك، وألقى الله سبحانه في قلوب المسلمين منهم الرعب، حتى كان الرجل منهم يدخل الدرب وفيه جماعة كثيرة، أو القرية وفيه جمع كثير، فلا يزال يقتلهم واحدا واحدا حتى يأتى عليهم، ولا يجسر أحد منهم يمد يده إليه.
وقد ذكر أن واحدا منهم أخذ رجلا، ولم يكن مع التترى سلاح (?)، وقال لذلك الرجل: «ضع رأسك على الأرض»، فوضع رأسه على الأرض، ومضى التترى وأحضر سيفا فقتله به.
وحكى شخص قال: كنت أنا وسبعة عشر رجلا في طريق فجاءنا إنسان من التتر (?)، وأمرنا أن يكتف بعضنا بعضا، فشرع أصحابى يفعلون كذلك، فقلت لهم: «هذا رجل واحد فلم لا نقتله ونهرب». فقالوا: