مالا وثيابا فحمل ذلك إليهم. ثم قصدوا بلد الكرج، وكان الكرج (?) قد استعدوا لهم، وبعثوا إلى أطراف بلادهم جيشا كبيرا ليمنع التتر عنهم، فلقيتهم التتر فولّت الكرج منهزمين بين أيديهم وأخذهم السيف، فلم يسلم منهم إلا الشريد [الفريد (?)]. فذكر أنه قتل منهم ثلاثون ألفا، ودخلوا بلاد الكرج يخربون وينهبون. فلما وصل المنهزمون إلى تفليس، وبها ملكهم، جمع جموعا أخرى وسيرهم إلى التتر، فعادوا ولم يلقوا التتر خوفا منهم، وأخلوا البلاد للتتر فخربوا كل مامروا به وأفنوا من فيه.
ولما رأى التتر كثرة المضايق والدربندات، لم يتجاسروا على الوغول فيها، وقد داخل (?) الكرج منهم خوف شديد. ثم قصد التتر دربند شروان (?) فقصدوا مدينة شماخى (?) فحصروا أهلها، فصبر [88 ب] أهلها على الحصر.
فجمع التتر كثيرا من البقر والغنم وجيف القتلى وغير ذلك، فألقوا بعضه على بعض، وصعدوا عليه فأشرفوا على السور والمدينة، وقاتلوا أهلها ثلاثة أيام، وانتنت تلك الجيف وانهضمت، فلم يبق للتتر على السور إستعلاء.