بشمس الدين الطغرائى أحسن قيام، وجمع الكلمة وحصن البلد، وذلك بعد مفارقة مظفر الدين أزبك بن البهلوان صاحب إقليم أذربيجان لها، خوفا من التتر ومصيره إلى نقجوان (?).
ولما سمع التتر بقوة البلد وتحصينه، صالحوا شمس الدين الطغرائى على مال حمله إليهم، وقصدوا مدينة سراو (?)، فقتلوا كل من فيها، ثم قصدوا بيلقان (?)، وأحرقوا كل ما في طريقهم من البلاد وقتلوا وسبوا.
ولما وصلوا إلى بيلقان حصروها، فاستدعى أهل البلد منهم رسولا ليقرروا معه أمر الصلح، فأرسلوا إليهم رسولا من مقدميهم فقتله أهل البلد، فزحف (?) التتر إلى البلد وملكوه في رمضان من السنة المذكورة. ولم يبقوا فيه على صغير ولا كبير، وبقروا بطون الحبالى، وقتلوا الأجنة، وفجروا بالنساء، ثم قتلوهن. وكان الواحد منهم يدخل إلى الدرب وفيه جماعة فيقتلهم كلهم وحده.
ثم ساروا إلى كنجة (?) وهى كرسى مملكة أران، وعلموا بكثرة أهلها وشجاعتهم وحصانة بلدتهم، وأنهم لا يقدرون عليها، فطلبوا من أهل البلد