ولما اجتمع مظفر الدين والعساكر بدقوقا، بعث الخليفة إليه مملوكه قشتمر، وهو أكبر أمراء الخليفة، ومعه نحو ثمان مائه فارس، فاجتمعوا هناك ليصل باقى عسكر الخليفة، والمقدم على الجميع مظفر الدين [87 ب].
فلما رأى قلة العسكر لم يقدم على قصد التتر.
وحكى مظفر الدين [بن زين الدين صاحب إربل (?)] قال: «لما أرسل إلىّ الخليفة في معنى قصد التتر، قلت له إن العدو قوى وليس عندى من العسكر ما ألقاه به. فإن [اجتمع عندى] (?) عشرة آلاف فارس، استنقذت به ما أخذوا من البلاد، فأمرنى بالمسير، ووعدنى بوصول العسكر. فلما سرت لم يحضر عندى سوى عدد لم يبلغوا ثمان مائة طواشى، فأقمت وما رأيت أننى أغرر بنفسى وبالمسلمين».
ولما سمعت التتر إجتماع العساكر لهم، رجعوا القهقرى ظنا منهم أن العساكر تتبعهم. فلما لم يروا أن أحدا يتبعهم، أقاموا وأقام العسكر الإسلامى عند دقوقا، فلما لم يروا أن أحدا يقصدهم، ولا المدد يأتيهم [من عند الخليفة (?)] تفرقوا. فلما تفرقوا رحل التتر إلى همذان ونزلوا بالقرب منها، ولهم بها شحنة كما ذكرنا، فأرسلوا إليه يأمرونه ليأخذ من أهلها مالا وثيابا. وكان رئيس همذان شريفا علويا من بيت رياسة بهمذان، فلما طولب أهل همذان بالمال حضروا عند الرئيس المذكور، وعنده فقيه يؤثر إجتماع الكلمة على