فلما وصل إلى السلطان علاء الدين [خوارزم شاه (?)] أعظمه وتأدب معه، فاستفتح الشيخ شهاب الدين رسالته بحديث نبوى يتضمن الثناء على أهل بيت النبوة، وزجر من يتعرض لهم بالأذى، فجلس السلطان [علاء الدين (?)] على ركبتيه تعظيما لحديث النبى صلّى الله عليه وسلم. فلما أنهى الشيخ شهاب الدين الحديث قال له السلطان: «هذا ينبغى أن يورده الشيخ على سمع أمير المؤمنين، فإنه [هو (?)] الذى آذى أهل بيت النبوه باعتقاله لهم في السجن، وأنا فما فعلت شيئا من ذلك». وأصر السلطان علاء الدين على قصد بغداد ليكون له بها دار السلطنه كما كان للسلجوقيه. ثم اتفق [بعد ذلك (?)] وقوع ثلوج كثيره عاقته عن مقصده، فرجع إلى بلاده على عزم العود إلى العراق. ثم اتفق في هذه السنة خروج التتر عليه.

ومن حديث هؤلاء القوم أنهم كانوا يسكنون في آخر الشرق في البرارى [والقفار، (?) وهم] أهل خيام وعمد، ليس لهم إلا الأغنام والخيل يأكلون لحومها، ويشربون من ألبانها، ولا مأكل لدوابهم سوى الحشيش، وتحفر بحوافرها الأرض وتأكل عروق النبات. فإذا نزلوا منزلا لا يحتاجون [83 ب] إلى شئ من خارج، وهم مع هذا لا يدينون بدين غير أنهم يعترفون بالصانع سبحانه وتعالى ويعظمونه، ولا يعتقدون شريعة من الشرائع. واتفق أن ملكهم جنكزخان المعروف بتمرجى (?) وضع لهم ضوابط يدينون بها ويعملون بما تقتضيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015