وقال إبراهيمُ لمنصور (?): "سل مسألةَ الحمقى، واحفَظ حِفظَ الأكياس" (?).

وكذلك سؤالُ الناس هو عيبٌ ونقصٌ في الرجل وذِلَّةٌ تنافي المروءة، إلا في العلم، فإنه عينُ كماله ومروءته وعزِّه، كما قال بعض أهل العلم: "خيرُ خصال الرجل السؤالُ عن العلم" (?).

وقيل: "إذا جلستَ إلى عالمٍ فسَلْ تفقُّهًا لا تعنُّتًا" (?).

وقال رؤبة بن العجَّاج: أتيتُ النسَّابةَ البكري (?)، فقال: من أنت؟ قلت: أنا ابن العجَّاج، قال: قصَّرتَ وعرَّفت، لعلَّك كقومٍ إن سكتُّ لم يسألوني، وإن تكلَّمتُ لم يَعُوا عنِّي؟ قلت: أرجو أن لا أكون كذلك، قال: ما أعداءُ المروءة؟ قلت: تُخْبِرُني، قال: بنو عمِّ السُّوء؛ إن رأوا حسنًا ستروه، وإن رأوا سيِّئًا أذاعوه. ثمَّ قال: إنَّ للعلم آفةً ونكدًا وهُجْنة؛ فآفتُه نسيانُه، ونكَدُه الكذبُ فيه، وهُجْنتُه نشرُه عند غير أهله (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015