اضْرَبْ بِطَرفِكَ حَيْثُ شِئْتَ فأَنْتَ فِي ... عِبَرٍ لَهُنَّ تَدَارُكٌ وَتَوَالِ

يَبْكِي الجَديدُ وَأَنْتَ فِي تَجْديدِه ... وَجَميعُ مَا جَدَّدْتَ مِنْهُ فَبَالِ

يَا أَيُّهَا البَطِرُ الذي هو في غَدٍ ... في قَبْرِهِ مُتَفَرَقُ الأَوْصالِ

حَذَفَ المُنَى عَنْهُ المُشَمِّرُ في الهُدَى ... وَأَرَى مُنَاكَ طَويلَةَ الأَذْيَالِ

وَلَقَلّ مَا تَلْقَى أَغَرَّ لِنَفْسِهِ ... مِنْ لاعِبٍ مَرحٍ بِهَا، مُخْتالِ

يا تاجِرَ الغَيَّ الُمضِرَّ بِرُشْدِهِ ... حَتَّى مَتَى بالغَيَّ أنْتَ تُغَالِي

الحَمْدُ لله الحَميدِ بِمَنَّه ... خَسِرَتْ وَلم يَرْبَحْ يَدُ البَطَّالِ

لله يَوْمٌ تَقْشَعِرَّ جُلُودُهُمْ ... وَتَشِيبُ مِنْه ذَوَائِبُ الأطْفالِ

يَوْمُ النَّوازِلِ والزَّلازِلِ وَالَحوا ... مِلِ فيِه إذْ يَقِذفْنَ بالأحْمَالِ

يِوْمٌ التَّغاُبنِ، والتَّبايُنِ والتنَّا ... زُلِ وَالأمُورِ عَظيمَةِ الأهْوَالِ

يَوْمٌ يَنَادَي فيهِ كُلٌ مَضَلَّلٍ ... بِمُقَطعَاتِ النَّار، والأغْلالِ

لِلْمُتَّقِينَ هُناكَ نَزْلُ كَرامَةٍ ... عَلَتِ الوُجُوهَ بنَضرةٍ وَجَمالِ

زُمَرَّ أضَاءَتْ لِلْحِسَابِ وُجُوهُها ... فَلَهَا بَرِيقٌ عِندَهَا وَتَلالي

وَسَوَابِقٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ جَرتْ ... خُمْصَ البُطونِ خَفِيفَةَ الأثَقالِ

مِنْ كُلّ أَشْعَثَ كَاَنَ أَغْبَر ناحِلاً ... خَلَقَ الرّداءِ، مُرَقعَ السَّرْبالِ

حِيِلُ ابنِ آدَمَ في الأمُورِ كَثيرَةٌ ... وَالمَوْتُ يَقطعُ حِيلَةَ المُحْتَالِ

نَزَلُوا بأَكْرَمِ سَيَّدٍ فأظَلّهُمْ ... في دارِ مُلْكِ جَلالَةٍ وَظِلالِ

وَمِنَ النَّعاةِ إلى ابنِ آدَمَ نَفْسَهُ ... حَرَكُ الخُطَى وطُلُوعُ كُل هِلالِ

ما لِيْ أرَاكَ لِحُرّ وَجْهِكَ مُخْلِقًا ... أَخْلقْتِ يا دنُيْا وُجُوهَ رِجالِ

قِسْتَ السؤّالَ فكانَ أعْظَمَ قيمةً ... مِنْ كُل عَارِفَةٍ جَرَتْ بسُؤُالِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015