كُنْ بالسؤالِ أشَدَّ عَقْدِ ضَنَانَةٍ ... مِمّنْ يَضِنّ عَليَكَ بالأمْوَالِ

وَصُنِ المَحامِدَ ما استَطَعتَ فإنّها ... في الوَزْنِ تَرْجُحُ بَذْلَ كلّ نَوَالِ

وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنَ المُثَمَّرِ مالَهُ ... نَسيَ المُثَمَّرُ زِينَةَ الإقْلالِ

وَإذا امْرُؤٌ لَبِسَ الشٌّكُوكَ بِعَزْمِهِ ... سَلكَ الطّريقَ عَلى عُقودِ ضَلالِ

وَإذا ادَّعَتْ خُدَعُ الَحوادِث قَسْوَةٍ ... شَهِدَتْ لُهنّ مَصارِعُ الأبْطالِ

وِإذا ابتُليتَ ببَذْلِ وَجْهِكَ سائِلا ... فابْذُلْهُ لِلْمتَكَرّمِ المِفْضَالِ

وَإذا خَشِيْتَ تَعَذٌّرًا في بَلْدَةٍ ... فاشْدُدْ يَدَيْكَ بعاجِلِ التّرْحالِ

وَاصْبِرْ عَلَى غِيِرِ الزّمانِ فإنّما ... فَرَجُ الشّدائِدِ مِثلُ حَلَّ عِقالِ

انتهى

آخر:

غَفَلْتُ وَحَادِيْ المَوْتِ في أَثَرِيْ يَحْدُوْ ... فَإنْ لَمْ أَرُحْ يَوْمِيْ فَلا بُدَّ أَنْ أَغْدُ

أُنَعَّمُ جِسْمِيْ بِاللَّبَاسِ وَليْنهِ ... وَلَيْسَ لِجِسْمِيْ مِنْ لِبَاسِ البلَى بُدٌّ

كَأَنَّيْ بِهِ قَدْ مَرَّ في بَرْزخِ البلَى ... وَمِنْ فَوقِهِ رَدْمٌ وَمِنْ تَحْتِهِ لَحْدٌ

وَقَدْ ذَهَبَتْ مِنيْ المَحَاسِنُ وَانْمَحَتْ ... وَلَمْ يَبْقَ فَوْقَ العَظْمِ لَحْمٌ وَلاَ جِلْدٌ

أَرىَ العُمْرَ قَدْ وَلى وَلَمْ أُدْرِك المُنَى ... وَلَيْسَ مَعِيْ زَادٌ وَفي سَفَريْ بُعْدُ

وَقَدْ كُنْتُ جَاهَرْتُ المُهَيْمِنَ عَاصِيًا ... وَأَحْدَثْتُ أَحْدَاثًا وَلَيْسَ لَهَا رَدُّ

وَأَرْخَيْتُ خَوْفَ النّاسِ سِتْرًا مِنْ الْحَيَا ... وَمَا خِفْتُ مَنْ سِرّىْ غَدًا عِنْدَهُ يَبْدُو

بَلَ خِفْتُهُ لَكِنْ وَثِقْتُ بِحِلْمِهِ ... وَأَنْ لَيْسَ يَعْفُو غَيْرُهُ فَلَهُ الحمْدُ

فَلَوْ لَمْ يَكُنْ شَيءٌ سِوَى المَوْتِ وَالبِلَى ... عَن اللهْوِ لَكِنْ زَالَ عَنْ رَأْيِنَا الرُّشْدُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015