آخر:

قَطَّعْتُ مِنْك حَبائِل الآمَالِ ... وَحَطَطْتُ عَنْ ظَهَرِ المَطِي رِحالي

وَيَئسِتُ أنْ أَبْقَى لشيء نِلتُ مِمَّا ... فيكِ يَا دُنيا وَأَنْ يَبقَى لِي

فَوَجَدْتُ بَرْدَ اليّأسِ بَيْنَ جَوانحِي ... وَأَرَحْتُ مِنْ حَلَي وَمِنْ تَرْحَالِي

وَلَئِنْ بَئِسْتُ لَرُبّ بَرْقَةِ خُلّبِ ... بَرَقَتْ لذي طَمَعٍ وَبَرَقْةِ آل

مَا كانَ أَشأمَ، إِذْ رَجاؤكِ قَاتِلي ... وَبَناتُ وَعْدِكِ يَعْتَلِجْنَ بِبَالِي

فَالآن يا دُنيا عَرَفَتُكِ فاذهبِي ... يَا دَار كُل تَشَتَتٍ وَزَوَالِ

والآنَ صَارَ لِي الزَّمَانُ مُؤدِّبًا ... فَغَدَا عَليَّ وَرَاحَ بِالأَمْثَالِ

وَالآنَ أَبْصَرْتُ السَبيلَ إِلى الهُدَى ... وَتَفَرَّغَتْ هِمَمِيْ عَنْ الأَشْغَالِ

وَلَقَدْ أَقَامَ لِي المَشِيبُ نُعَاتَهُ ... يُفْضِي إِلي بِمَفْرقٍ وَقذَالِ

وَلَقَدْ رَأيتُ المَوْتَ يُبْرِقُ سَيْفَهُ ... بِيَدِ المَنيَّةِ: حَيْثُ كُنْتُ، حِيالِي

وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَرَى الحَياتِ تَخَرَّمَتْ ... وَلَقَدْ تَصَدّى الوَارِثُونَ لِمَالِي

وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى الفَنَاءِ أَدلةً ... فِيمَا تَنَكّرَ مِنْ تَصَرفِ حَالِ

وَإِذَا اعْتَبْرتُ رَأَيْتُ خَطْبَ حَوادِثٍ ... يَجريْنَ بِالأَرْزَاقِ، وَالآجَالِ

وَإِذَا تَنَاسبِ الرِّجالُ، فَمَا أَرَى ... نَسَبًا يُقاسُ بِصَالِحِ الأَعْمَالِ

وَإِذَا بَحَثْتُ عَنِ التُّقَى وَجَدْتُهُ ... رَجُلاً يُصَدِّقُ قَوْلَهُ بِفَعالِ

وَإِذَا اتْقَى الله امْرُؤٌ وَأَطَاعَهُ ... فَيَداهُ بَيْنَ مَكَارِمٍ وَمعَالِ

وَعَلَى التَّقى إِذَا تَرَسخَ فِي التُّقَى ... تَاجَانِ تَاجُ سَكينَةٍ وَجَلالِ

وَاللَّيْلُ يَذْهَبُ وَالنَّهارُ تَعَاوُرا ... بِالخَلْقِ في الإِدْبارِ وَالإِقْبَالِ

وَبِحَسْبِ مَنْ تُنْعَى إِلَيهِ نَفْسُهُ ... مِنْهُ بِأَيَّامٍ خَلَتْ، وَلَيَالِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015