فَكُلُّ مَنْ يَرْجُو سِوَى الله خَابْ ... وَإِنَّمَا الفَوزُ لِعَبْدٍ مُنِيبْ

يَسْتَقْبِلُ الرُّجْعَى بِصِدقِ المَتَابْ ... وَيَرقُبُ الله الشَّهِيدَ القَرِيبْ

يَا حَسرَتَا مَرَّ الصِّبَا وَانْقَضَى ... وَأَقْبَلَ الشَّيْبُ يَقُصُّ الأَثَرْ

وَاخَجْلَتا وَالرحْلُ قَدْ قُوِّضَا ... وَمَا بَقِي في الخُبْرِ غَيْرُ الخَبَرْ

وَلَيتَنِي لَوْ كُنْتُ فِيمَا مَضَى ... ادَّخِرُ الزَّادَ لِطُولِ السَّفَرْ

قَدْ حَانَ مِن رَكْبِ التَّصَابِي إِيابْ ... وَرَائِدُ الرُّشْدِ أَطَالَ المَغِيبْ

انتهى.

آخر:

أَسَأتُ فَمَا عُذْرِي إِذَا انْكَشفَ الغِطَا ... وَأَظْهَرَ رَبُّ العَرْشِ مَا أَنَا أسْتُرُ

إِذَا اللهُ نَادَانِي بِيَوْمِ قِيَامَةٍ ... تعَدَّيْتَ حَدَّ العِلْمِ هَلْ أَنْتَ تُوْجَرُ

أَسَأتَ إِلى خَلْقِي وَحَقِّي تَرَكْتَهُ ... فَأَيْنَ الحَيَا مِنِّي فَإِنِّي أَكْبَرُ

دَعَوْتَ إِلى عِلْمٍ وَأَظْهَرْتَ حِكْمَةً ... وَأَنْتَ عَلَى الدُّنْيَا عَكُوفٌ مُشَمِّرُ

وَخَالَفْتَ مَا قَدْ قُلْتَ وَازْدَدتَ غَفْلَةً ... وَقَلْبُكَ لِلَّذَاتِ وَالغِشِّ يُضْمِرُ

ظَنَنْتَ بِأَنِّي مُهْمِلٌ لامْرءٍ عَصَى ... كَأَنَّكَ لَمْ تَعْلَمْ بِأَنَّكَ تُحْشَرُ

هُنَالِكَ يَمْتَازُ المُسِيْؤُنَ كُلُّهُمْ ... فَوَاحَسْرَتَا إِنْ كُنْتُ مِمَّنْ يُحَسَّرُ

فَيَا حِيُّ يَا قَيُّومُ يَا خَيْرَ رَاحِمٍ ... وَمَنْ هُو لِلزلاتِ والذَّنْبِ يَغْفِرُ

عَصَيْتُكَ مِنْ لُؤْمِي وَنَفْسِي ظَلَّمْتُهَا ... وَذَنْبِي فِي عُمْرِي يَزِيْدُ وَيَكْثُرُ

وَلَكِنَّنِي إِنْ جِئْتُ ذَنْبًا وَزَلَّةُ ... أَرَجيْكَ يَا رَحْمَنُ لِلْوَهْنِ تَجْبُرُ

وَتَغْفِرُ لِي ذَنْبِي وَتُصْلِحُ عِيْشَتِيْ ... وَتَرْحَمُ آبَائِي فإِنَّكَ تَقْدِرُ

وَأَرْجُوكَ يَا رَحْمَنُ إِذْ مَا سَتَرتَنِي ... بِدُنْيَايَ في يَوْمِ القِيَامَةِ تَسْتُرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015