شريفاً أم لا؟ فقال: كان اسمه عبد الرحمن بن يوسف الصالحي، ويعرف قديماً بابن فريح وجدّه بابن الطحان، روى الحديث عن جماعة بمنزله بقبة السجن، وغيره، وكان أولا كاتب الجرائد، بسوق التجار، ولم يذكر له شرف ما، ولينظر في طبقات القاضي برهان الدين بن مفلح.

ثم في المجلس هذا قرر النائب في مدرسته المذكورة ثلاثين صوفياً، لكل واحد في كل يوم رغيفان، وفي كل شهر عشرون درهماً، وجعل شيخهم قاضي الحنفية المذكور، وجعل النظر على ذلك للأمير التقوى الرجبي الدوادار الثالث له.

وفي هذه الأيام اجتمع الزعر الأوباش في زفّتين، فالتقوا بالسيوف وغيرها، فتجرّح جماعة، قيل وقتل بعضهم، فبلغ يونس الأستادار، فرمى على حارتهم مالاً. - وفي بكرة يوم الجمعة سابعه دخل إلى دمشق جماعات الأكراد، نساء ورجالاً، في ذكر وتهليل، قد حجّوا البيت الحرام، ثم رأوا البيت المقدس، وعلى ذكرهم وتهليلهم الأنس، تقبّل الله تعالى منهم.

وفي هذه الأيام شاع موت خوند زوجة السلطان قانصوه الغوري، التي حجّت في السنة الماضية قبل الماضية؛ وكان السلطان حينئذ في همّة صرف جوامك العسكر، الذين عينهم للذهاب إلى البلاد الشامية، لكل فارس مائة دينار برسم نفقته، وثلاثين أشرفيا برسم عليق فرسه، وسبعة أشرفية بسبب أجرة حمل ما يحتاج إلى حمله.

وفي يوم الاثنين عاشره سافر السلطان من مصر، لأجل عود مدينة مرعش من ملك الروم سليم خان.

وفي يوم السبت خامس عشره عزم القاضي كريم الدين بن الأكرم للرحال في طلب الحديث، محب الدين جار الله بن فهد المكي، وخلق، منهم شيخنا المحيوي النعيمي، إلى بستان ابن الجندي، شمالي قصر اللباد، وتواعدوا للاجتماع بمنزل القاضي كريم الدين المذكور بالعنابة، ولاقيتهم من الصالحية، ثم ذهبنا جميعاً قاصدين البستان المذكور.

وقد أركب شيخنا المحيوي المذكور فرساًُ، والرحال محب الدين المذكور أخرى، ومررنا على جامع بيت الآلهة، فنزلا ليتفرجا بها، فصلينا به تحية المسجد، وتأملناه فإذا غالبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015