خراب، وقد أخذ من محرابه الرخام وأحجار الكحل، ومن أرضه غالب الفسيفساء، وهذا قد حدث له من أيام الفتنة الدوادارية، وقبلها كان عامراً، تقام فيه الجمعة، وكان خطيبه صاحبنا البدري حسن بن خليل البيت ليدي الصالحي الحنبلي، نائب ديوان الجيش وغيره.

ثم طلب المحب المذكور قراءة جزء حديثي به، فأخرجت له جزء الدينار، تخريج الحافظ أبي عبد الله الذهبي، فقرأه على شيخنا المحيوني المذكور، بحضرة جماعة ضبطت أسماءهم في الجزء المذكور.

ثم ذهبنا إلى البستان المذكور، فحال وصولنا إليه أتى لنا بمشمش حموي، فأكلنا، ثم لحقنا القاضي كريم الدين المذكور وجماعة، ومنهم ولده شمس الدين محمد، وأخوه شمس الدين محمد، وولده أبو البقاء، وابن عمه زين الدين عبد الرحمن.

ثم تغدينا، ثم قرأ المحب جار الله المذكور على شيخنا المحيوي المذكور جزء فضائل الشام للربعي، قراءة حسنة عجلة أعجبت الحاضرين، وكتبت أسماءهم، وهو نحو المائتين، على الجزء المذكور، ثم أنشد الشيخ الصالح محمد بن الخياط المدني المؤذن بها وجماعته، فأطرب الحاضرين، وتباكى غالبهم، وتذكروا بذلك تأذينه بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم أحسن القاضي كريم الدين المذكور إليهم، وإذا بالعصر قد قربت، وكان قصدهم الذهاب إلى منين لزيارة سيدي أبي البرهان، وسيدي جندر، فأثني العزم عن ذلك.

ثم مد القاضي الكريم الدين المذكور لنا أطعمة كثيرة ملونة فأكلنا، ثم أنصرفنا إلى منازلنا سوى المحب جار الله المذكور، فإنه بات بمنزل القاضي كريم الدين المذكور؛ وقد ضيف المحب جار الله المذكور في رحلته هذه إلى دمشق جماعات أخر، منهم نزيله بمكة الشيخ علي الغبشاوي الصالحي بها.

ثم صعدنا إلى زيارة مغارة الأمراء بسفح قاسيون، فنعى علي المحب جار الله المذكور بها الجزء الذي جمعته في فضائلها، وسميته بتفريج الهم في زيارة مغارة الدم.

ومنهم الشيخ شرف الدين موسى الكناني، الذي ضيفه بمقام الخليل، بأعلى قرية برزة، وقرأ عليه المحب جار الله المذكور جزء أبي الجهم، وعلي جزئي الذي جمعته في فضل المقام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015