وَقَالَ لي بَعضهم كَيفَ تتوهم أَن ابْن مَالك اشْتبهَ عَلَيْهِ الْأَمر فِي الِاسْم وَالْفِعْل والحرف فَقلت كَيفَ توهم ابْن مَالك أَن النَّحْوِيين كَافَّة غلطوا فِي قَوْلهم إِن الْفِعْل يخبر بِهِ وَلَا يخبر عَنهُ وَإِن الْحَرْف لَا يخبر بِهِ وَلَا عَنهُ وَمِمَّنْ قلد ابْن مَالك فِي هَذَا الْوَهم أَبُو حَيَّان

وَلَا بُد للمتكلم على الِاسْم أَن يذكر مَا يَقْتَضِي وَجه إعرابه كَقَوْلِك مُبْتَدأ خبر فَاعل مُضَاف إِلَيْهِ وَأما قَول كثير من المعربين مُضَاف أَو مَوْصُول أَو اسْم إِشَارَة فَلَيْسَ بِشَيْء لِأَن هَذِه الْأَشْيَاء لَا تسْتَحقّ إعرابا مَخْصُوصًا فالاقتصار فِي الْكَلَام عَلَيْهَا على هَذَا الْقدر لَا يعلم بِهِ موقعها من الْإِعْرَاب وَإِن كَانَ المبحوث فِيهِ مَفْعُولا عين نَوعه فَقيل مفعول مُطلق أَو مفعول بِهِ أَو لأَجله أَو مَعَه أَو فِيهِ وَجرى اصطلاحهم على أَنه إِذا قيل مفعول وَأطلق لم يرد إِلَّا الْمَفْعُول بِهِ لما كَانَ أَكثر المفاعيل دورا فِي الْكَلَام خففوا اسْمه وَإِنَّمَا كَانَ حق ذَلِك أَلا يصدق إِلَّا على الْمَفْعُول الْمُطلق وَلَكنهُمْ لَا يطلقون على ذَلِك اسْم الْمَفْعُول إِلَّا مُقَيّدا بِقَيْد الْإِطْلَاق وَإِن عين الْمَفْعُول فِيهِ فَقيل ظرف زمَان أَو مَكَان فَحسن وَلَا بُد من بَيَان مُتَعَلّقه كَمَا فِي الْجَار وَالْمَجْرُور الَّذِي لَهُ مُتَعَلق وَإِن كَانَ الْمَفْعُول بِهِ مُتَعَددًا عينت كل وَاحِد فَقلت مفعول أول أَو ثَان أَو ثَالِث

وَيَنْبَغِي أَن تعين للمبتدىء نوع الْفِعْل فَتَقول فعل مَاض أَو فعل مضارع أَو فعل أَمر وَتقول فِي نَحْو تلظى فعل مضارع أَصله تتلظى وَتقول فِي الْمَاضِي مَبْنِيّ على الْفَتْح وَفِي الْأَمر مَبْنِيّ على مَا يجْزم بِهِ مضارعه وَفِي نَحْو {يَتَرَبَّصْنَ} مَبْنِيّ على السّكُون لاتصاله بنُون الْإِنَاث وَفِي نَحْو {لينبذن} مَبْنِيّ على الْفَتْح لمباشرته لنون التوكيد وَتقول فِي الْمُضَارع المعرب مَرْفُوع لخلوله مَحل الِاسْم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015