وَإِن كَانَ اللَّفْظ على حرفين نطق بِهِ فَقيل قد حرف تَحْقِيق وَهل حرف اسْتِفْهَام ونا فَاعل أَو مفعول وَالْأَحْسَن أَن تعبر عَنْك بِقَوْلِك الضَّمِير لِئَلَّا تنطق بالمتصل مُسْتقِلّا وَلَا يجوز أَن تنطق باسم شَيْء من ذَلِك كَرَاهِيَة الإطالة وعَلى هَذَا فَقَوْلهم أل أَقيس من قَوْلهم الْألف وَاللَّام وَقد اسْتعْمل التَّعْبِير بهما الْخَلِيل وسيبويه

وَإِن كَانَ أَكثر من ذَلِك نطق بِهِ أَيْضا فَقيل سَوف حرف اسْتِقْبَال وَضرب فعل مَاض وَضرب هَذَا اسْم وَلِهَذَا أخبر عَنْهَا بِقَوْلِك فعل مَاض وَإِنَّمَا فتحت على الْحِكَايَة يدلك على مَا ذكرنَا أَن الْفِعْل مَا دلّ على حدث وزمان وَضرب هُنَا لَا تدل على ذَلِك وَأَن الْفِعْل لَا يَخْلُو عَن الْفَاعِل فِي حَالَة التَّرْكِيب وَهَذَا لَا يَصح أَن يكون لَهُ فَاعل وَمِمَّا يُوضح لَك ذَلِك أَنَّك تَقول فِي زيد من ضرب زيد زيد مَرْفُوع بِضَرْب أَو فَاعل بِضَرْب فَتدخل الْجَار عَلَيْهِ وَقَالَ لي بَعضهم لَا دَلِيل فِي ذَلِك لِأَن الْمَعْنى بِكَلِمَة ضرب فَقلت لَهُ وَكَيف وَقع ضرب مُضَافا إِلَيْهِ مَعَ أَنه فِي ذَلِك لَيْسَ باسم فِي زعمك فَإِن قلت فَإِذا كَانَ اسْما فَكيف أخْبرت عَنهُ بِأَنَّهُ فعل قلت هُوَ نَظِير الْإِخْبَار فِي قَوْلك زيد قَائِم أَلا ترى أَنَّك أخْبرت عَن زيد بِاعْتِبَار مُسَمَّاهُ لَا بِاعْتِبَار لَفظه وَكَذَلِكَ أخْبرت عَن ضرب بِاعْتِبَار مُسَمَّاهُ وَهُوَ ضرب الَّذِي يدل على الْحَدث وَالزَّمَان فَهَذَا فِي أَنه لفظ مُسَمَّاهُ لفظ كأسماء السُّور وَأَسْمَاء حُرُوف المعجم وَمن هُنَا قلت حرف التَّعْرِيف أل فَقطعت الْهمزَة وَذَلِكَ لِأَنَّك لما نقلت اللَّفْظ من الحرفية إِلَى الاسمية أجريت عَلَيْهِ قِيَاس همزات الْأَسْمَاء كَمَا أَنَّك إِذا سميت ب إضرب قطعت همزته وَأما قَول ابْن مَالك إِن الْإِسْنَاد اللَّفْظِيّ يكون فِي الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال والحروف وَإِن الَّذِي يخْتَص بِهِ الِاسْم هُوَ الْإِسْنَاد الْمَعْنَوِيّ فَلَا تَحْقِيق فِيهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015