وَمن الثَّانِي فَاعِلا نعم وَبئسَ والأسماء المتوغلة فِي شبه الْحَرْف إِلَّا من وَمَا النكرتين فَإِنَّهُمَا يوصفان نَحْو مَرَرْت بِمن معجب لَك وَبِمَا معجب لَك وَألْحق بهما الْأَخْفَش أيا نَحْو مَرَرْت بِأَيّ معجب لَك وَهُوَ قوي فِي الْقيَاس لِأَنَّهَا معربة وَمن ذَلِك الضَّمِير وَجوز الْكسَائي نَعته إِن كَانَ لغَائِب والنعت لغير التَّوْضِيح نَحْو {قل إِن رَبِّي يقذف بِالْحَقِّ علام الغيوب} وَنَحْو {لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم} فَقدر علام نعتا للضمير الْمُسْتَتر فِي {يقذف بِالْحَقِّ} و {الرَّحْمَن الرَّحِيم} نعتين لَهو وَأَجَازَ غير الْفَارِسِي وَابْن السراج نعت فاعلي نعم وَبئسَ تمسكا بقوله

1003 - (نعم الْفَتى المري أَنْت إِذا هم ... حَضَرُوا لَدَى الحجرات نَار الموقد)

وَحمله الْفَارِسِي وَابْن السراج على الْبَدَل وَقَالَ ابْن مَالك يمْتَنع نَعته إِذا قصد بالنعت التَّخْصِيص مَعَ إِقَامَة الْفَاعِل مقَام الْجِنْس لِأَن تَخْصِيصه حِينَئِذٍ منَاف لذَلِك الْقَصْد فَأَما إِذا تؤول بالجامع لأكمل الْخِصَال فَلَا مَانع من نَعته حِينَئِذٍ لِإِمْكَان أَن ينوى فِي النَّعْت مَا نوي فِي المنعوت وعَلى هَذَا يحمل الْبَيْت اه وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ وَأَبُو الْبَقَاء فِي {وَكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن} إِن الْجُمْلَة بعد كم صفة لَهَا وَالصَّوَاب أَنَّهَا صفة لقرن وَجمع الضَّمِير حملا على مَعْنَاهُ كَمَا جمع وصف جَمِيع فِي {وَإِن كل لما جَمِيع لدينا محضرون}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015