بعذر شرير. ومن أقبح ما يرتكبونه، تحدُّث بعضهم مع بعض في أثناء قراءة الجزء من الربعة، فلا هم يقرؤون القرآن، ولا هم يسلمون من اللغو في الكلام. فإن انضمَّ إلى ذلك أنَّ قراءة الجزء شرط الوقف عليهم، وأنَّ حديثهم في الغيبة فقد جمعوا محرمات.
ومنهم من لا يصغي للمادح، وربَّما فتح كتابًا ينظر فيه، ولا ينظر لما يقوله المدرِّس؛ بل يجلس بعيدًا عنه بحيث لا يسمعه. وهذا لا يستحق شيئًا من المعلوم، ولا يفيده أن يطالع في كتاب وهو في الدرس؛ فلو اكتفى الواقف منه بذلك لما شرط عليه الحضور.
قارئ العشر: وينبغي أن يقدِّم قراءة العشر. فيكون قبل الدرس، وعقيب فراغ الربعة إذا كان الدرس فيه ربعة تدور؛ كما هو الغالب وأن يقرأ آية مناسبة للحال.
المنشِد: وينبغي أن يذكر من الأشعار ما هو واضح اللفظ، صحيح المعنى مشتملًا على مدائح سيِّدنا ومولانا وحبيبنا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعلى ذكر اللَّه تعالى وآلائه وعظمته، وخشية مَقته وغضبه، وذكر الموت وما بعده؛ وكل ذلك حسن. وأهمُّه مدح النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ فإنَّه الذي يفهم من إطلاق لفظ المنشِد. وإن اقتصرَ المنشد على ذكر أبيات غزلية أو حَمَاسيَّة فقد أساءَ؛ لا سيّما إذا كان في مجامع العلم.
كاتب الغَيْبَة على الفقهاء: عليه اعتماد الحقّ، وألَّا يكتب على كل من لم يحضر، ولكن يستفصح في سبب تخلّفه. فإن كان له عذر بيَّنه، وإن هو كتب على غير بصيرة فقد ظلمه حقَّه. وإن سامحَ بمجرد حُطَام يأخذه من الفقيه فهو على شفِير جهَنَّم.