أمير شِكَار (?): وإليه أمر الطيور والكلاب المعدَّة للصيد.
أميرآخور (?): وإليه أمر الخيول والإصطبل.
السقاة: وإليهم أمر المشروب. وهم من أقبح البدع والتنطع في الدنيا. قد كانت الصحابة رضيَ اللَّه عنهم وملكهم أوسع وأعظم من ملك الأتراك، والأملاك التي كانت في أيديهم أضعاف هذه الأموال بما لا يحصيه إلَّا اللَّه تعالى، يكرعون في الماء. وعلى كل أرباب هذه الوظائف النصح حسبما (?) تقتضيه وظائفهم. ونذكِّر الساقي بشيئين: أحدهما أنَّه لا يحل لساق يؤمن باللَّه واليوم الآخر أن يُحضر لمخدومه منكرًا يشربه. وعليه إعمال الفكرة والحيلة في سدِّ هذا الباب، وإبعاده عن الأمير بقدر طاقته وقدرته. وله أن يكذب ويقول: لم أجد: أو ذهب، وما شاء دي هذأ الباب ممَّا لا يخفى على صاحب التقوى.
وإن رأى الأمير جبّارًا لا يرجعه عذيل فعليه التوسط ودفع المنكر ما أمكنه وإبعاده عنه؛ لاسيّما في الأوقات التي يجلس فيها الأمير للحكم بين الرعيَّة. فيا ويح أمير يجلس للحكم بين الرعيَّة وهو سكران! وثانيهما حفظ حقوق مخدومه، والخشية عليه من عدوّ يضع له في المشروب ما يُهلكه من سمّ ونحوه. ولقد بلغنا عن جماعة من المماليك السُقاة قتل مخاديمهم لأغراض الدنيا. فقبَّحهم اللَّه من