الملوك، وكذا الأمراء، يكونون بالنوبة مع المخدوم، يلازمونه حتى وقت نومه، وقد تناهت الرغبة فيهم لاستيلاء شهوة المرد الملاح على قلوب أكثر أهل الدنيا، وصارت الجمداريّة تتنوَّع في الملابس المهيجة للشهوات البشرية، ويتزينون فيُربُون في ذلك على النساء، ويفتنون الناس بجمالهم. وحرامٌ على جمدار يؤمن باللَّه واليوم الآخر أن ينصب نفسه لهذا الغرض، أو أن يتشبه بالنساء فيما خلقن له. وليس له أن يمكن مخدومه من أن يلوط به، ولا أن يُقبّله. فليتَّق اللَّه ربه، وليرحم شبابه؛ فإن الدنيا أهون عند اللَّه من ذلك كله. ومن آدابه إذا ألبس المخدوم ثيابه أن يقدم الأيمن من الخف قبل الأيسر، وإذا نزعه أن يعكس.
البَشْمَقْدار (?): وهو من أقبع البدع لأنه موضوع لحمل نعل الأمير. وذلك من الرعونة والحمق. ومن آدابه ألّا يضع النعل على البساط وغيره ممَّا يطؤه الناس بأرجلهم حفاة، وربَّما لاقاه وجه مصلّ، وربَّما كانت نجاسةٌ في النعل. وبتقدير ألَّا يكون شيء من ذلك فلا يخفى ما في وضعه على هذا الوجه من الكبر والخيلاء. فإذا كان لا بد من بشمقدار فلا أقل من أن يضع نعل الأمير موضع نعال الخلق.
أمير عَلم: وإليه أمر طبول الطبلخانات (?). ومن حقِّه الاحتياط وقت الحرب في الضرب، وتهييجُ العسكر على الإِقدام والمبارزة، والكفُّ حسبما يقتضيه دين اللَّه تعالى، وتدعو إليه الغيرة على بيضة الإِسلام.