السلطان مرجعهم. وإن كانوا دواوين الأمراء فأمرَ كل ديوان إلى مخدومه. وعلم الكل الأمانة، وتجنُّب الخيانة. ويختصُّ ديوان الأمير بالرفقِ بالفلاحين. ويعمُّ الكلّ تجنُّبُ حُرمات اللَّه تعالى على ما وصفناه؛ فلقد كثر منهم اتخاذُ دُوِيّ الذهب أو المحلاة بالذهب والفضة والسكاكين المفضضة. والأصح تحريم ذلك كله، إلَّا أن يكون نوه بقدر لا يحصل منه شيء بالعرض على النار. سمعت بعضهم يقول وقد قرأَ منقوشًا على دُوِيّ بعض الكتاب:
دواتنا سعيدة ... ليس لها من مَتْرَبه (?)
عروس حسن جُليت (?) ... منقوشة مكَتَّبه (?)
قد انطلتْ حِلْيتها ... على الكرامِ الكتبه
لم تنطلِ إلَّا على اللصوص، الكتبة في المكوس. فإذا رأيت ديوانًا من وزير أو غيره يخرج من بيته بعد أن امتلَأ باطنه بالحرام، وهو لابس الحرام، وجلس على الحرام، وفتح الدواة الحرام، وأخذ يَمُدُّ (?) الأقلام للحرام، ثم عاقبَ للحرام، أفليسَ حقًّا إذا رأيته بعد زمن يسيرُ مضروبًا بالمقارعِ، يُطاف به في الأسواق ويجنى عليه.
كاتب السرّ: ووظيفته التوقيع عن الملك والاطّلاع على أسراره التي يكاتِبُ بها، وعن تصدر التواقيع بالولايات والعزل. ومن حقِّه إنهاءُ القصص إلى الملِكِ وتفهيمُه إيّاها؛ فإنَّ أكثر الملوك يعسر عليهم الفهم، ويُؤتَون من قِبَل