سائس الدواب: ومن حقِّه النصح في خدمتها، وتنقية العلِيق لها، وتأدية الأمانة فيه؛ فإنَّه لا لسان لها يشكوه إلَّا إلى اللَّه تعالى. وقد كثر من السُوَّاس تعليق حِرْز مشتمل على بعض آيات القرآن على الخيل رجاء الحراسة، مع أنها تتمرَّغ في النجاسة. وأفتى الشيخ عزِّ الدين بن عبد السلام بأن ذلك بدعة وتعريض للكتاب العزيز للإهانة.
الكلابزي: للَّه عليه نعمة: أن جعله خادم الكلاب، ولم يجعله عاصر خمر، أو غير ذلك، ممَّا ابتلى به بعض عبيده فمن شكر هذه النعمة أن ينصح في خدمة كلاب الصيد، وأن يعلم أنَّ في كل كبد حرّى أجرًا، وإذا كان له على خدمتها جُعْل فهذه نعمة ثانية، عليه أن يوفيها حق شكرها؛ فإن كان في باب ذي جاه فهذه نعمة ثالثة، عليه شكر ثالث لأجلها. وعلى هذا فاعتبر.
حارس الدَرْب: وحقٌّ عليه أن ينصح لأهل الدرب، ويُسهر عينه إذا ناموا، ينبِّه النوام إذا اغتيلوا بحريق أو غيره، ولا يدل على عوراتهم واليًا ولا غيره. .
الطَوْفيّة: وهم بين البساتين والمساكن الخارجة عن البلد كالحارس بين الدروب في وسط البلد. ومن أقبح صنع هؤلاء المداجاة على جَلْب الخمر لمن يرضيهم بحُطام الدنيا، فلا ينكرون عليه المنكر مع إنكارهم زائدًا على الحاجة على من لا يُرضيهم، وإذا وجدوا قتيلًا في مكان نقلوه إلى مكان آخر؛ فتارةً يجدونه في مكانٍ يقرب من دار من له عندهم يد، فينقلونه إلى دار من لا يد له عندهم، أو بينه وبينهم شنآن؛ وتارةً تنقله طائفة من الأماكن التي هو في تسليمهم