وَالْمرَاد بالإثبات إِثْبَات الإلهية لله سُبْحَانَهُ فَهُوَ الْإِلَه الْحق وَمَا سواهُ من الْآلهَة الَّتِي اتخذها الْمُشْركُونَ فَكلهَا بَاطِلَة، {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} 1.
قَالَ الإِمَام ابْن الْقيم: فدلالة لَا إِلَه إِلَّا الله على إِثْبَات إلهيته أعظم من دلَالَة قَوْله: الله إِلَه وهذ لِأَن قَوْله (الله إِلَه) لَا يَنْفِي إلهة مَا سواهُ بِخِلَاف قَول: لَا إِلَه إِلَّا الله فَإِنَّهُ يَقْتَضِي حصر الألوهية ونفيها عَمَّا سواهُ، وَقد غلط غلطاًَ فَاحِشا كَذَلِك من فسر الْإِلَه بِأَنَّهُ الْقَادِر على الاختراع فَقَط.
قَالَ الشَّيْخ سُلَيْمَان بن عبد الله فِي شرح كتاب التَّوْحِيد - فَإِن قيل تبين معنى الْإِلَه والإلهية فَمَا الْجَواب عَن قَول من قَالَ بِأَن معنى الْإِلَه الْقَادِر على اختراع وَنَحْو هَذِه الْعبارَة - قيل الْجَواب من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن هَذَا القَوْل مُبْتَدع لَا يعرف أحد قَالَه من الْعلمَاء