وكان مولده سنة إحدى وستين.

قال ابن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض، وقال أبو حفص الفلاس: كان الأعمش يسمي المصحف من صدقه.

وقال يحيى بن القطان: هو علامة الإسلام، وقال وكيع: بقي الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى.

وقال الخرشي: ما خلف الأعمش أعبد منه، وكان صاحب سنة، وللأعمش ملح ونوادر وإساءة أخلاق على المحدثين، وهم مع ذلك يحتملون أخلاقه.

خرج يوما إليهم فقال: لولا أن في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم.

وجاء أن حائكا سأله ما تقول في الصلاة خلف الحائك؟ قال: لا بأس بها على غير وضوء.

وقيل له ما تقول في شهادة الحائك؟ قال: تقبل مع عدلين، وقال عيسى بن يونس: لم نر نحن مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء عند أحد أحقر منهم عند الأعمش مع فقره وحاجته.

وقال علي بن عتام عن أبيه، قال: قيل للأعمش ألا تموت فنحدث عنك؟ قال: وكم من جب أصبهاني قد انكسر على رأسه كيزان كثيرة، وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان الأعمش ثقة ثبتا، يقال: إنه ظهر له أربعة آلاف حديث ولم يكن له كتاب.

وكان يقرئ الناس القرآن رأس فيه وكان فصيحا، وكان أبوه من سبي الديلم1، وكان لا يلحن حرفا وكان فيه تشيع يسير، ولم يختم عليه إلا ثلاثة طلحة بن مصرف، وكان أسن منه وأبان بن تغلب، وأبو عبيدة بن معن.

قلت: قد ذكرنا أن حمزة عرض عليه القرآن، توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة2.

18- حميد بن قيس الأعرج أبو صفوان المكي القارئ، أخو عمر سندل.

قرأ القرآن على مجاهد ثلاث مرات، وروى عن مجاهد وعطاء والزهري وغيرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015