القراءات على أبي الحسن السخاوي، وحصل طرفا من العلم والعربية والأدب، وعالج الكتابة والتصوف ثم أضر في أواخر عمره، فراجع القراءات.

وجلس للإقراء عند قبر هود عليه السلام، وكنت أراه يقرئ والطلبة حوله، وكان شيخا حسن الشكل مليح البزة، موطأ الأكناف، جيد المعرفة بالأداء، فصيحا متقنا.

وكان إمام مسجد الخواصين، قرأ عليه البرهان بن الكحال، وببعض الروايات، بدر الدين بن بهخان؛ وعلم الدين البرزالي وجماعة.

وروى الحديث عن السخاوي؛ توفي في السادس والعشرين من رجب سنة إحدى وتسعين وستمائة1.

10- محمد بن عبد العزيز بن أبي عبد الله بن صدقة، الإمام شمس الدين أبو عبد الله بن الدمياطي، الدمشقي المقرئ.

ولد في حدود سنة عشرين وستمائة، وقرأ القراءات مفردا في عشر ختمات، وجامعا في ختمة على الشيخ علم الدين السخاوي، واختص بخدمته وسمع منه، ومن أبي الوفاء عبد الملك بن الحنبلي، وأبي الحسن بن أبي جعفر القرطبي وغيرهم.

وعرض الشاطبية والرائية، وسمع التيسير، وكان ذاكرا للقراءات ذكرا جيدا، طويل الروح، حسن الأخلاق، مطبوع العشرة، وكانت له حلقة مصدرة، وقراءة في سبع وقراءة على التربة الصلاحية، وكنت أعرف شكله من الصغر.

وكان لطيف القد مليح البزة، فلما مات الفاضلي وحزنا عليه، تذاكرنا من بقي من أصحاب السخاوي، فدللنا على الدمياطي هذا، وعلى الجمال عبد الواحد بن كثير، والزين محمد بن أحمد العقيلي الكاتب، والد الشيخ جلال الدين القلانسي.

والحاج محمد بن قيماز الطحان، والشيخ رشيد الدين إسماعيل بن المعلم والشيخ شرف الدين الفزاري الخطيب، فأما ابن كثير وابن قيماز، فإنهما نسيا الفن من طول الترك، وأما ابن المعلم فتمنع علينا، وقال: أنا تارك.

ولم يكن بذاكر للقراءات أيضا، وأما الآخران فقرءا بعض القراءات فأتيت إلى الدمياطي، وسألته أن يجلس لنا، فأجاب.

وجلس للجماعة طرفي النهار بالكلاسة، احتسابا، فشرعنا عليه، فوجدناه ذاكرا للقراءات، ذكرا جيدا قريب العهد بالخلافة، فبلغني أنه كان يتلو القرآن كل ختمة لراو،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015