5- إبراهيم بن داود بن ظافر بن ربيعة، الإمام جمال الدين أبو إسحاق العسقلاني، ثم الدمشقي المقرئ الشافعي:

المشهور بالفاضلي؛ لأن أباه كان متصلا بالقاضي الفاضل، وابنه القاضي الأشرف، ولد في صفر سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وسمع من أبي عبد الله الزبيدي، ومكرم بن أبي الصقر، والفخر الأربلي، وخلق سواهم.

وقرأ بالروايات على الشيخ علم الدين، ولزمه ثمانية أعوام، حتى إنه جمع عليه سبع ختمات للسبعة، وحمل عنه الكثير من التفسير، والآداب والحديث.

وكتب الخط المنسوب، ونسخ كثيرا وعني بالحديث، وشهد على القضاة، وكان إماما فاضلا حسن المشاركة في العلوم، يتحقق بعلم الأداب ولي التربة بعد الشيخ عماد الدين الموصلي، وتكاثر عليه الطلبة.

وقرأ عليه طائفة: منهم جمال الدين البدوي، والشيخ محمد المصري والشيخ محمد بن الخياط.

وقرأ عليه الشيخ بدر الدين بن بصخان لابن عامر.

وكنت أنا وابن بصخان، وشمس الدين الحنفي النقيب، وشمس الدين بن غدير، نجمع عليه الجمع الكثير، فانتهيت عليه إلى أواخر القصص، وانتهى كل واحد منهم إلى سورة قبل ذلك، فقوي به الفالج، ومنعنا من الدخول عليه، نحو الشهر.

وكان قد أصابه طرف من الفالج، قبل موته بسنتين أو أكثر، فبقي يقرئ في بيته، بباب البريد، وساء حفظه، ولم يختلط، وما أنكرنا عليه شيئا إلا إقراءه الجماعة وجها رابعا لحمزة في الوقف، على مثل الأرض والآخرة، وهو تسهيل الهمزة بين بين.

فكلمناه وقلنا: هذا لا يجوز، فرجع وزعم أن السخاوي أقرأه به، وكان شيخا مطبوعا، رئيسا حسن البزة مليح الشكل، حلو المحاضرة كثير المحفوظ، ولي مشيخة الحديث بالفاضلية، وروى الكثير.

وتوفي إلى عفو الله تعالى ورحمته، ليلة الجمعة، مستهل جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين وستمائة، وقد نيف على السبعين، وولي بعده التربة شيخنا مجد الدين1.

6- علي بن ظهير بن شهاب الإمام نور الدين، المصري المقرئ الموشي، المعروف بابن الكفتي، شيخ الإقراء بالجامع الأزهر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015