المذكورة إذ هي كغيرها من الطبقات فيها رجال في أوائلها يمكن أن يعدوا في الطبقة الماضية قبلهم لتقدم وفاتهم وقدم هجرتهم فاعلمه.
1- محمد بن إسرائيل الإمام الأستاذ أبو عبد الله السلمي، الدمشقي القصاع المقرئ.
مصنف المغني والاستبصار في القراءات والكتابات، وقفه بخطه في الخانقاه، انتفعت بهما كثيرا، كان شابا ذكيا، زكيا خيرا صالحا متواضعا، عني بهذا الشأن أتم عناية.
وقرأ بالروايات الكثيرة، على الكمال بن شجاع العباسي، والعلم أبي محمد القاسم اللورقي، والكمال بن فارس، والشيخ علي الدهان، والزواوي وغيرهم.
وكان يعيش من كسب يمينه، كان شيخنا البرهان أبو إسحاق الجذامي يبالغ في الثناء على دينه ومعرفته.
وقد جلس وأقرأ الناس وسمع الكثير، وعاجلته المنية، فمات قبل الكهولة، سنة إحدى وسبعين وستمائة أو بعدها1.
2- إبراهيم بن إسحاق بن المظفر الأستاذ المقرئ، برهان الدين أبو إسحاق المصري الوزيري، والوزيرية حارة بالقاهرة.
ولد سنة تسع عشرة وستمائة، وحفظ العنوان، وقرأ بالروايات، على التقي عبد القوي بن المغربل، صاحب أبي الجود، ثم بعده على الكمال الضرير.
وارتحل إلى الصعيد، فقرأ على أبي عبد الله محمد بن محمد الفصال، ثم قدم دمشق، وقرأ بعدة كتب على علم الدين القاسم، وكمال الدين بن فارس.
وعني بهذا الشأن، وسمع وأسمع ولده إسحاق، عدة كتب في القراءات، وتصدر للإقراء، وقرأ عليه القراءات ولده، والشيخ أحمد الحراني وجماعة.
وحج في سنة أربع وثمانين وستمائة، فأدركه الأجل بعد الحج بين الحرمين