أقرأ بالجامع ثم انقطع، ووقع في الهرم، وعجز ثم مرض زمانا، وبقي في المارستان عدة أشهر، إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى، في ربيع الآخر، سنة أربع وسبعمائة، وهو في عشر المائة1.

32- يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن علي بن عبد الباقي، الإمام شرف الدين أبو الحسين بن الإمام أبي الفضل بن الصواف الجذامي، الإسكندراني المالكي، المقرئ المعدل.

ولد في أحد الربيعين سنة تسع وستمائة، وسمع سنة خمس عشرة وبعدها، من ناصر ابن الأغماتي، ومحمد بن عماد، وجده عبد العزيز بن الصواف، وعبد الخالق بن إسماعيل التنيسي، ومرتضى بن أبي الجود.

وقرأ القراءات على أبي القاسم بن الصفراوي، وهو آخر من قرأ عليه وفاة، وآخر من حدث عن ابن عماد وجماعة.

رحلت إليه، فأدخلت عليه، فوجدته قد أضر وأصم، ولكن فيه جلادة وشهامة، وهو في سبع وثمانين سنة، فقرأت عليه جزءا، ورفعت صوتي فسمع.

وكلمته في أن أجمع عليه السبعة، فقال: اشرع. فقرأت عليه الفاتحة، وآيات من البقرة، وهو يرد الخلاف ويرد رواية يعقوب وغيره، مما قرأ به، فقلت: إنما قصدي السبعة فقط، فتخيل مني نقص المعرفة.

وقال: إذا أردت أن تقرأ علي، فامض إلى تلميذي فلان، فاقرأ عليه ثم اعرض علي، فرأيت أن هذا شيء يطول.

وزهدني فيه، أني كنت لا أدخل عليه إلا بمشقة وأمنع مرة، ويؤذن لي مرة، وأيضا فكنت لا أقرأ ربع حزب جمعا، حتى ينقطع صوتي، لمكان صممه.

ثم ظفرت بسحنون المذكور بعد، وقرأت عليه ما ذكرت لك، وكنت قد وعدت أبي وحلفت له، أني لا أقيم في الرحلة أكثر من أربعة أشهر، فخفت أعقه.

سمع منه المزي والبرزالي، وابن منير وابن سيد الناس، وأبو الحسن السبكي، وطائفة، وكان من كبار عدول الثغر كأبيه، وأخيه وولده.

حدثني أبو عمرو المقاتلي، أنه توفي في سابع عشر شعبان، سنة خمس وسبعمائة، وله ست وتسعون سنة، ونزل القراء بموته درجة2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015