بالروايات على أبي القاسم، فشرعت عليه في ختمة لورش وحفص، فعرضتها في أحد عشر يوما.
وانتقل إلى رحمة الله في رابع شوال، سنة ستمائة وخمس وتسعين، وله ثمانون سنة أو أكثر، سألت شيخنا المزي عنه فقال: شيخ جليل فاضل، صاحب سنة, لقيته بالإسكندرية1.
30- عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن محمد بن وريدة، الشيخ كمال الدين أبو الفرج البغدادي المقرئ الحنبلي، المكبر البزاز الملقب بالفويره، ينعتونه بالفروهية، لاشتغاله وفهمه.
ولد سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وكان أبوه مكبرا بجامع القصر، فاشتغل ابنه بالعلم، فسمع الحديث من أحمد بن صرما، وزيد بن البيع، وأبي الوفاء محمد بن منده، وعمر بن كرم والكبار، وأجاز له أبو أحمد بن سكينة، وأبو حفص بن طبرزد، وجماعة.
وقرأ بالروايات على الفخر محمد بن أبي الفرج الموصلي، وسمع منه التيسير والتجريد، وعمر دهرا.
وانفرد عن أقرانه وكنت أتحسر على الرحلة إليه، وما أتجسر خوفا من الوالد، فإنه كان يمنعني، ولي مشيخة المستنصرية، وروى الكثير ثم شاخ، ووقع في الهرم، أجاز لنا ما يجوز له روايته، وكتب ذلك بيده، ومات في ذي الحجة، سنة سبع وتسعين، وستمائة، ببغداد وله ثمان وتسعون سنة وأشهر -رحمه الله تعالى2.
31- محمد بن عبد الكريم بن علي الشيخ المعمر نظام الدين، أبو عبد الله التبريزي، ثم الدمشقي.
ولد في حدود سنة عشر وستمائة، وحفظ القرآن وجوده، وسافر به والده إلى مصر، فذكر لي أنه قرأ على أبي عمرو، ختمة على أبي القاسم الصفراوي.
وقرأ بمصر على العفيف بن الرماح، والشيخ عبد الظاهر وغيرهما، لأبي عمرو وأكمل القراءات على السخاوي، فرأيت خط السخاوي له بذلك، في سنة خمس وثلاثين، وقرأ بأربع روايات على المنتجب.
وهو آخر من مات من أصحاب المنتجب، وابن الرماح، قرأت عليه ختمة لأبي عمرو، لعلو إسناده، وقرأ عليه القراءات، ولده محمد وغيره.
وكان ذاكرا للخلاف حسن الأخذ، سمع من السخاوي وأبي القاسم بن رواحة وجماعة، وكان متواضعا ساكنا خيرا، يؤم بمسجد وله حلقة.