وكان بعض الصالحين ينكر مشيه إلى الشجاعي، فلما عزل من الخطابة بموفق الدين الحموي.
وعزل الشجاعي عن الشام، تألم الشيخ لذلك، وسار مع الوفد في سنة إحدى وتسعين، وأودع كتبه وحمل بعضها، وكانت كثيرة إلى الغاية، ثم سار إلى واسط.
وكان لطيف الشكل صغير العمامة، مطرح التكلف، له رداء أبيض، وله جنية، وقد سلمت عليه وحدثته، ولم يقض لي أن آخذ عنه شيئا.
سألت الشيخ علي الواسطي الزاهد، عن الفاروثي ونسبته المصطفوي، فقال: كان أبوه الشيخ محيي الدين، يذكر أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم، فواخاه فلهذا كان يكتب المصطفوي.
وقد أكثر صاحبنا الحافظ علم الدين عنه، وحمل عنه عشرة كتب، منها صحيح البخاري، ونحوا من ثمانين جزءا، توفي في ذي الحجة سنة أربع وتسعين وستمائة1.
28- أحمد بن عبد الباري بن عبد الرحمن بن عبد الكريم، الشيخ شهاب الدين أبو العباس، الصعيدي ثم الإسكندراني، المقرئ المؤدب.
ولد سنة اثنتي عشرة وستمائة، وقرأ القراءات على أبي القاسم بن عيسى. وروى عن الصفراوي والهمداني وعني بالحديث، وكان أحد الصالحين الأتقياء، كان له مسجد يؤم به، ويقرئ ويؤدب فيه.
توفي في أوائل سنة خمس وتسعين، وقد سمعت من ولده أبي بكر2.
29- عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عمران الإمام صدر الدين، أبو القاسم الأوسي الدكالي المالكي المقرئ ويلقب بسحنون.
كان إماما عارفا بالمذهب مفتيا متفننا، جم الفضائل، قرأ القراءات على الصفراوي، وسمع منه ومن علي بن مختار، وعبد الوهاب بن رواج، وطائفة.
وكان في خلقه زعارة، روى عنه ابن الظاهري، وولداه، والمزي والبرزالي، وابن سيد الناس، والشيخ رافع وابن أسامة، وغيرهم.
أدركته وهو منقطع قد أضر، وضعف، فقرأت عليه جزءا، وسألته، فحدثني أنه قرأ