16- خليل بن أبي بكر بن محمد بن صديق، الإمام صفي الدين أبو الصفاء المراغي، المقرئ الحنبلي المعدل، قرأ العشرة على التقي بن باسويه.
وسمع من القاضي أبي القاسم عبد الصمد بن الحرستاني، وأبي الفتوح البكري، وداود بن ملاعب وجماعة وتفقه على الشيخ موفق الدين المقدسي.
وكان مجموع الفضائل كثير المناقب، متين الديانة، عارفا بالقراءات بصيرا بالمذهب، عالما بالخلاف والطب، وقرأ عليه بالروايات، بدر الدين محمد بن الجوهري, والشيخ أبو بكر الجعبري وجماعة من المصريين، وسمع منه ابن الظاهري، وابنه أبو عمرو، والقاضي أبو محمد الحارثي، والحافظ أبو الحجاج المزي، والإمام أبو حيان.
والحافظ أبو محمد بن منير، وخلق سواهم.
وقد ناب في القضاء بالقاهرة، وحمدت طرائقه، وشكرت خلائقه.
توفي في سابع عشر ذي القعدة، سنة خمس وثمانين وستمائة، وقد قارب التسعين، وهو من آخر من قرأ القراءات على ابن باسويه، وكان مولده بمراغة، سنة بضع وتسعين1 وخمسمائة.
17- يوسف بن جامع بن أبي البركات، الإمام الأستاذ أبو إسحاق القفصي، ثم البغدادي الضرير المقرئ.
ولد سنة ست وستمائة، وقرأ القراءات على جماعة، ورحل إلى الشام ومصر، ولقي الكبار، وحدث عن عمر بن عبد العزيز، ابن الناقد، وأخته تاج النساء.
وكان رأسا في القراءات، عارفا باللغة والنحو، جم الفضائل، له تصانيف في القراءات، وكان لا يتقدمه أحد في زمانه في الإقراء.
أخذ عنه علي بن أحمد بن موسى الجزيري، وسمع منه أبو العلاء الفرضي، وأحمد القلانسي.
توفي في صفر سنة اثنتين وثمانين وستمائة.
حدثني الحافظ علم الدين، أن أبا إسحاق القفصي، قدم دمشق في الكهولة، وقرأ ختمة للسبعة في نحو ثمانية أيام أو أكثر، على جده علم الدين القاسم بن أحمد.
قلت: قصد بالأخذ عن علم الدين، إيصال طريق التيسير له، وإلا فهو قد قرأ على