ناس أسند من علم الدين، قرأ بالمصباح في سنة ست وعشرين وستمائة، على الشمس علي بن أبي بكر البرسفي1.

18- الكمال المحلي هو الشيخ أبو العباس أحمد بن علي المقرئ الضرير.

أحد القراء بالقاهرة كان له عدة جهات، وكان عارفا بالتجويد أخذ عن أصحاب أبي الجود، وعليه قرأ شيخنا محمد الضرير المزراب، ولد بالمحلة.

ومات بالقاهرة، في ثامن عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وستمائة، عن بضع وخمسين سنة2.

19- موفق الدين أبو العباس الكواشي الشافعي.

المقرئ المفسر الزاهد بقية الأعلام أحمد بن يوسف بن حسن بن رافع، وكواشة قلعة من بلاد الموصل.

ولد سنة تسعين3 وخمسمائة، وقرأ على والده، وقدم دمشق، وأخذ عن السخاوي وغيره، وسمع من ابن روزبة، وتقدم في معرفة القراءات والتفسير والعربية.

وكان منقطع القرين عديم النظير، زهدا وصلاحا وصدقا وتبتلا وورعا واجتهادا، صاحب أحوال وكرامات.

كان السلطان فمن دونه يزورونه، فلا يقوم لهم ولا يعبأ بهم، ولا يقبل صلتهم، أضر قبل موته بسنوات، صنف التفسير الكبير والتفسير الصغير.

وبلغنا أنه اشترى قمحا من قرية الجابية لكونها من فتوح عمر -رضي الله عنه، ثلاثة أمداد وحملها إلى الموصل، فزرعها بأرض البقعة، وخدمها بيده، ثم حصده وتقوت منه.

وخبأ بذرا ثم زرعه فنما وكثر، إلى أن بقي يدخل عليه من ذلك. القمح ما يقوم به، وبجماعة من أصحابه، وكان إذا أرسل يشفع في شيء عند صاحب الموصل لا يرده.

حدثني الشيخ تقي الدين المقصاتي، قال: قرأت على الشيخ موفق الدين تفسيره، فلما بلغنا إلى والفجر منعني من إتمام الكتاب، وقال: أنا أجيزه لك ولا تقول قرأته كله على المصنف، يعني أن للنفس في ذلك حظا.

قال: وغبت عنه سنة ونصفا، فجئت ودققت الباب، وكان قد أضر فجاء ليفتح، وقال: من ذا أبو بكر، فاعتدتها له كرامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015