الطبقة السادسة عشرة:

1- أبو عبد الله الفاسي الإمام العلامة، جمال الدين، محمد بن حسن بن محمد بن يوسف المغربي، المقرئ نزيل حلب.

ولد بفاس سنة نيف وثمانين وخمسمائة، وقدم مصر بعد موت أبي الجود، فقرأ القراءات على اثنين من أصحاب الشاطبي، تقدمت وفاتهما، وهما أبو موسى عيسى بن يوسف بن إسماعيل المقدسي.

وأبو القاسم عبد الصمد بن سعيد الشافعي، وعرض عليهما حرز الأماني، وعرض عقيلة أتراب القصائد على جمال الدين علي بن أبي بكر الشاطبي، بسماعه من مصنفها.

وأخذ القراءات بحلب فيما أظن، عن أبي المحاسن يوسف بن شداد، صاحب ابن سعدون، وقرأ عليه أكثر صحيح مسلم حفظا. وتفقه على مذهب أبي حنيفة، وروى أيضا عن أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى, وعبد العزيز بن زيدان النحوي، ومحمد بن أحمد بن خلوص المرادي، وأبي ذر مصعب بن أبي ركب الخشني النحوي، وكان إماما متفننا ذكيا متقنا، واسع العلم كثير المحفوظ، بصيرا بالقراءات وعللها، مشهورها وشاذها.

خبيرا باللغة مليح الكتابة، وافر الفضائل موطأ الأكناف، متين الديانة ثقة حجة، انتهت إليه رياسة الإقراء ببلد حلب.

وأخذ عنه خلق كثير، منهم الشيخ بهاء الدين محمد بن النحاس، والشيخ يحيى المنبجي، والشيخ بدر الدين محمد التادفي، والناصح أبو بكر بن يوسف الحراني.

والشريف حسين بن قتادة المدني، وعبد الله بن إبراهيم الجزري، وجمال الدين أحمد بن الظاهري الحافظ، وشرحه للشاطبية في غاية الحسن.

وكان يعرف الكلام على طريقة أبي الحسن الأشعري، توفي في أحد الربيعين سنة ست وخمسين وستمائة، وكانت جنازته مشهودة، رحمه الله تعالى1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015