41-عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش، الأستاذ الكبير مجد الدين أبو أحمد البغدادي المقرئ، الحنبلي، شيخ الإقراء ببغداد.

قرأ القراءات على الفخر الموصلي، وجماعة كثيرة، بعدة كتب، فأقدمهم وأعلاهم إسنادا، الشيخ عبد العزيز بن أحمد بن الناقد، قرأ عليه بالروايات العشرة، عن قراءته على أبي الكرم الشهرزوري.

وقرأ على ابن الدبيثي، وعبد العزيز بن دلف، ومحمد بن أبي القاسم بن سالم، ومحمد بن محمود الأرجي، وعلي بن خطاب الموفق الضرير، وإبراهيم بن الخير وأحكم الفن، واعتنى بهذا الشأن، وسمع كثيرا من كتب القراءات.

وسمع من عبد العزيز بن الناقد، وأحمد بن صرما، والفتح بن عبد السلام، وأجاز له أبو الفرج بن الجوزي، قرأ عليه الشيخ إبراهيم الرقي الزاهد، والتقي أبو بكر الجزري المقصاتي، وأبو عبد الله محمد بن علي بن الوراق بن خروف الموصلي، وأبو العباس أحمد الموصلي وجماعة.

وكان إماما محققا بصيرا بالقراءات، وعللها وغريبها، صالحا ورعا زاهدا كبير القدر بعيد الصيت، قرأت بخط السيف بن المجد، قال: كنت ببغداد، فبنى المستنصر مسجدا وزخرفه، وجعل به من يقرئ ويسمع.

فاستدعى الوزير جماعة من القراء، وكان منهم صاحبنا عبد الصمد بن أحمد، فقال له: تنتقل إلى مذهب الشافعي؟ فامتنع، فقال: أليس مذهب الشافعي حسنا؟ قال: بلى، ولكن مذهبي ما علمت به عيبا أتركه لأجله.

فبلغ الخليفة ذلك فأعجبه قوله، وقال: هو يكون إمامه دونهم، وعرضت عليه العدالة فأباها.

قلت: توفي في ربيع الأول، سنة ست وسبعين وستمائة، وهو في عشر التسعين.

سمعت أبا بكر المقصاتي يقول: طلب مني شيخنا عبد الصمد مقصا فعملته، وأتيته به، فما أخذه حتى أعطاني فوق قيمته، سمعت أبا بكر يقول: سمعت عبد الصمد يقول: ما كان الفخر الموصلي، يأخذ علي كتابا من كتب القراءات إلا بشيء.

ولما أردت أن أقرأ عليه كتاب التبصرة لمكي، وكان يرويه عن ابن سعدون القرطبي، بعت بقيارا إلي بسبعة دنانير، ثم جعلتها في كاغد وناولته إياها.

قال لي أبو بكر: كان شيخنا عبد الصمد، يروي أكثر من ثلاثين كتابا في القراءات، رحمه الله1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015