وسمع من قاسم بن إبراهيم المقدسي، وأبي عبد الله الأرتاحي، وجماعة وأجاز له أبو طالب أحمد بن المسلم اللخمي وأبو الطاهر بن عوف الزهري ومحمد بن عبد الرحمن الحضرمي.

وتفرد في الدنيا بالرواية عن جماعة، وروى الكثير، وكان صالحا خيرا كثير التلاوة، قرأ عليه القراءات الشيخ أبو بكر الجعبري المؤذن وغيره، توفي في شعبان، سنة إحدى وسبعين وستمائة، ولم يكن بالماهر في القراءات1.

39- إسماعيل بن هبة الله بن علي بن هبة الله، أبو الطاهر المليجي المصري المقرئ.

قرأ القراءات على أبي الجود غياث بن فارس، وعمر دهرا، واحتيج إلى إسناده العالي، فقرأ عليه جماعة، منهم الإمام أبو حيان النحوي، وأبو بكر الجعبري.

وختم بموته أصحاب أبي الجود، وكان تاركا للفن، وإنما ازدحموا عليه لعوالي رواياته، مات في رمضان سنة إحدى وثمانين وستمائة ودفن بالقرافة.

وقد قرأ شيخنا مجد الدين التونسي، القراءات وبرع فيها، وخرج من مصر إلى الشام، وهذا المليجي بعد في الأحياء، وأظنه أعرض عنه، على قاعدة المغاربة، في تركهم الأخذ عن من لا يحكم الفن2.

40- إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس، الرئيس العالم كمال الدين، أبو إسحاق بن الوزير نجيب الدين، التميمي الإسكندراني، المقرئ الكاتب.

ولد سنة ست وتسعين وخمسمائة، وقرأ بالروايات الكثيرة، بكتب عديدة على أبي اليمن الكندي، وقرأ شيئا من العربية والفقه، ثم تشاغل بالكتابة، وخدم في الجهات، وطال عمره.

وكان آخر من قرأ على الكندي، فقصده الطلبة، وتوقف بعضهم في الأخذ عنه، تدينا لكونه مباشرا بيت المال، ولتركه الفن.

فقرأ عليه القراءات الشيخ محمد بن إسرائيل القصاع، والشيخ محمد المصري المزراب، وجمال الدين، وإبراهيم البدوي، والشيخ أبو محمد الدلاصي، شيخ الإقراء في وقتنا بمكة، والشيخ إسحاق بن الوزيري، وآخرون.

توفي في صفر، سنة ست وسبعين وستمائة، وله ثمانون سنة، وما كان تزوج3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015