توفي شيخنا علم الدين علامة زمانه، وشيخ أوانه، بمنزله بالتربة الصالحية، ودفن بسفح قاسيون، وكانت على جنازته هيبة وجلالة وإخبات، ومنه استفدت علوما جمة، كالقراءات والتفسير وفنون العربية، وصحبته من شعبان سنة أربع عشرة وستمائة، ومات وهو عني راض، في ثاني عشر جمادى الآخرة، سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
قلت: وكان شيخ الإقراء بالتربة المذكورة، وهو أول من أقرأ بها وكانت له حلقة إقراء بالجامع، فكان يقرئ عند المكان بقبر يحيى بن زكريا، وقد مات في هذه السنة خلق لا يحصون.
منهم الشيخ تقي الدين ابن الصلاح، والحافظ سيف الدين ابن المجد والقاضي الأشرف ابن القاضي الفاضل، والتقي ابن العز، شيخ المقادسة، والشرف أحمد ابن الجوهري المحدث.
والصاحب معين الدين، ابن شيخ الشيوخ الجويني، وربيعة خاتون أخت السلطان صلاح الدين، ودفنت بالصاحبية وسيف الدين على بن قليج.
ودفن بمدرسته القليجية، وعبد الله بن عزيز اليونيني الزاهد، والشرف عبد الله بن أبي عمر، خطيب الجبل، وأبو منصور عبد الله بن الوليد محدث بغداد.
والفقيه أبو سليمان بن الحافظ عبد الغني، والمحدث سراج الدين بن شحاتة، محدث حران، وأسعد الدين عبد الرحمن بن مقرب، محدث الأسكندرية وأمين الدين عبد المحسن بن حمود، صاحب الإنشاء.
وأبو الحسن بن المقير، مسند الديار المصرية، والفلك المسيري الوزير والعز النسابة ابن عساكر، والتاج ابن أبي جعفر إمام الكلاسة، وأبو بكر بن الخازن مسند بغداد.
والحافظ الضياء المقدسي، محدث دمشق، والفخر ابن المالكي، والضياء بن محاسن، أحد أئمة الحنابلة، ومحب الدين بن النجار، مؤرخ بغداد وحافظها، والمنتجب الهمذاني شارح الشاطبية.
والصاحب شهاب الدين يعقوب بن المجاور، وموفق الدين يعيش الحلبي شيخ العربية، وتسمى سنة الخوارزمية وكان الحصار بهم.
مع ابن الشيخ على دمشق وأبيع فيها القمح الغرارة بألف وستمائة درهم نسأل الله الأمن والعافية بمنه وكرمه1.