وكان أحد من عني بهذا الشأن، وسمع من أبي مسلم الكاتب، وعبد الوهاب الكلابي، قرأ عليه القراءات أبو القاسم الهذلي، وأبو علي الحداد الأصبهاني.

وحدث عنه محمد بن عبد الواحد الدقاق، والحسين بن عبد الملك الخلال، وأبو سهل بن سعدويه، وفاطمة بنت محمد بن أبي سعد، وآخرون.

قال عبد الغافر الفارسي، في تاريخه: كان ثقة جوالا إماما في القراءات، أوحد في طريقته، وكان الشيوخ يعظمونه، وكان لا ينزل الخوانق، بل يأوي إلى مسجد خراب فإذا عرف مكانه تركه، وإذا فتح عليه بشيء آثر به.

وقال يحيى بن منده في تاريخه: قرأ عليه جماعة، وخرج من أصبهان1 إلى كرمان2، وحدث بها، وبها مات، وهو ثقة ورع متدين، عارف بالقراءات والروايات، عالم بالأدب والنحو، أكبر من أن يدل عليه مثلي.

وهو أشهر من الشمس، وأضوأ من القمر، ذو فنون في العلم، مهيب منظور فصيح، حسن الطريقة، كبير الوزن، بلغني أنه ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.

قلت: وله شعر رايق في الزهد.

قال أبو عبد الله الخلال: خرج الإمام أبو الفضل الرازي من أصبهان، متوجها إلى كرمان، فخرج الناس يشيعونه، فصرفهم، وقصد الطريق وحده، وقال:

إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا ... كفى لمطايانا بذكراك حاديا

قرأت على إسحاق بن أبي بكر الأسدي، أخبرك يوسف بن خليل أنا خليل بن أبي الرجاء، أنا محمد بن عبد الواحد الدقاق، قال: ورد علينا الإمام أبو الفضل، عبد الرحمن بن أحمد الرازي.

وكان من الأئمة الثقات، ذكره يملأ الفم، ويذرف العين، وكان رجلا مهيبا مديد القامة، وليا من أولياء الله تعالى، صاحب كرامات، طوف الدنيا مستفيدا ومفيدا.

وقال الخلال: كان أبو الفضل في طريق ومعه خبز، وشيء من الفانيز، فقصده قطاع الطريق، وأرادوا أن يأخذوا ذلك، فدفعهم بعصاه فقيل له في ذلك، فقال: إنما منعتهم منه، لأنه كان حلالا، وربما كنت لا أجد حلالا مثله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015