وحدث عنه عبد العزيز الكتاني، ومحمد بن أحمد الرازي، في مشيخته توفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة1.
46- أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس، أبو العباس المصري المقرئ، الأطرابلسي الأصل.
انتهى إليه علو الإسناد، ورياسة الإقراء، قرأ على أبي أحمد السامري، وعبد المنعم بن غلبون، وأبي عدي عبد العزيز وغيرهم، وحدث عن علي بن الحسين بن بندار الأنطاكي، وأبي القاسم الجوهري، صاحب المسند وجماعة.
عرض عليه القراءات جماعة، منهم أبو القاسم الهذلي، وأبو القاسم بن الفحام الصقلي، وأبو الحسن علي بن بليمة، وأبو الحسين الخشاب.
وحدث عنه جعفر بن إسماعيل بن خلف الصقلي، وعبد الغني بن طاهر وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وآخرون، وكان صحيح الرواية، رفيع الذكر.
توفي في رجب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وهو في عشر المائة2.
47- عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار الرازي أبو الفضل العجلي، المقرئ أحد الأعلام وشيخ الإسلام.
ورد أن مولده بمكة، وما زال يتنقل في البلدان، على قدم التجريد والأنس بالله، ذكره أبو سعد بن السمعاني، فقال: كان مقرئا فاضلا كثير التصانيف، حسن السيرة، زاهدا متعبدا خشن العيش، منفردا قانعا باليسير.
يقرئ أكثر أوقاته، ويروي الحديث، وكان يسافر وحده، ويدخل البراري، سمع بمكة من أحمد بن فراس العبقسي، وعلي بن جعفر السيرواني، وبالري من جعفر بن فناكي.
وبنيسابور من أبي عبد الرحمن السلمي، وبأصبهان من أبي عبد الله بن منده الحافظ، وبطوس وجرجان وبغداد والكوفة والبصرة ونسا ودمشق ومصر، وقال: وكان من أفراد الدهر علما وورعا.
قلت: قرأ لابن عامر على علي بن داود الداراني وقرأ على أبي عبد الله المجاهدي، صاحب ابن مجاهد، وعلى أبي الحسن الحمامي، وأبي الفرج النهرواني، وبكر بن شاذان الواعظ، وأبي بكر الشامي وجماعة كثيرة.