وزعم أنه قرأ على الأشناني، وقد أدرك من عمره إحدى عشرة سنة، فالعهدة عليه، وقال: إنه قرأ على موسى بن جرير، وعلى أبي عثمان النحوي وعلى ابن الرقي.

وأنهم قرءوا على السوسي، فموسى بعيد أن يكون لقيه فإنه كان بالرقة والآخران لا يعرفان إلا من جهة أبي أحمد وكان عارفا بالقراءات شديد العناية بها.

قرأ عليه أبو الفضل الخزاعي ويوسف بن رباح وفارس بن أحمد الضرير، وعبد الساتر بن الذرب اللاذقي، وأبو الحسن التنيسي، وأبو عبد الله محمد بن سليمان الآبي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأستاذ شيخان لابن سهل، وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي.

وخلق آخرهم موتا أبو العباس بن نفيس، وقد ضعفه قبل جماعة.

قال محمد بن علي الصوري الحافظ: قال لي أبو القاسم العنابي البزاز: كنا يوما عند أبي أحمد المقرئ، فحدثنا عن أبي العلاء محمد بن أحمد الوكيعي.

فاجتمعت بالحافظ عبد الغني بن سعيد، فذكرت له ذلك، فاستعظمه وقال: سلهة متى سمع من أبي العلاء؟ فرجعت إليه، فسألته فقال: سمعت منه بمكة في الموسم سنة ثلاثمائة.

فأتيت عبد الغني فأخبرته، فقال: مات أبو العلاء عندنا في أول سنة ثلاثمائة، ثم عبرت مع عبد الغني بعد مدة، وأبو أحمد قاعد يقرئ، فقلت: ألا تسلم عليه.

فقال: لا أسلم على من يكذب في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم. قلت: أبو أحمد، قد ذكر أنه ولد سنة ست أو خمس وتسعين.

فمن أبعد الأشياء بل أعدمها في ذلك الزمان، أن يكون قد حج سنة ثلاثمائة، وسمع فيها الحديث، وهو ابن أربع سنين، أو خمس سنين هذا لو كان أبو العلاء حج عامئذ كيف، وكان قد مات.

وقال مصنف العنوان: قرأت برواية الكسائي على عبد الجبار الطرسوسي، عن قراءته على أبي أحمد السامري، عن قراءته على محمد بن يحيى الكسائي الصغير.

قال أبو عبد الله القصاع: كذا نقل الجماعة عن السامري أنه قرأ على الكسائي الصغير.

قال الصوري: فبلغني أنه كتب في ذلك إلى بغداد، يسأل عن وفاة الكسائي، فكان الأمر من ذلك بعيدا، قلت: مات هذا الكسائي قبل مولد أبي أحمد.

وأما أبو عمرو الداني، فإنما روى هذه القراءة عن فارس بن أحمد عن أبي أحمد قال: قرأت بها على ابن مجاهد، قال: أنا محمد بن يحيى الكسائي عن الليث عن الكسائي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015