وأما أبو عبيد وابن سعدان فلم يتجاوز واحد منهما، قراءة أئمة الأمصار، وإنما كان النكير على هذا شذوذه عما عليه الأئمة، الذين هم الحجة فيما جاءوا به مجتمعين ومختلفين.
قال الخطيب: حدثني أبو بكر أحمد بن محمد المستملي الغزالي سمعت أبا أحمد الفرضي غير مرة يقول: رأيت في المنام، كأني في الجامع أصلي مع الناس، وكان محمد بن الحسن بن مقسم، قد ولى ظهره القبلة، وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك بمخالفته للأئمة، فيما اختاره لنفسه.
ولد ابن مقسم سنة خمس وستين ومائتين، وتوفي في ثامن ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، توفي على ساعات من النهار ودفن بعد صلاة الظهر من يومه1.
43- أحمد بن العباس بن عبيد الله أبو بكر بن الإمام، المقرئ شيخ بغدادي.
نزل خراسان قرأ على أحمد بن سهل الأشناني، وأبي بكر بن مجاهد، قرأ عليه أبو عبد الله الحاكم، وقال: كان أوحد عصره في أداء الحروف، دخل مرو وبخارى.
وسمعتهم يذكرون أنه وصل إلى فرغانة، وأن نوح بن نصر الأمير، قرأ عليه ختمة، ووصله بأموال، وكان خليعا يضيع ما يصح له، ولا يخلي لياليه من الصوفية، والقوالين.
سمعته يقول يوم وفاته: لنا سبعون جارية يصحن واسيداه وأما من يكفن الغريب فبلغني أنه مات وكفن كمن يكفن الغريب، توفي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة2.
44- أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل أبو بكر العجلي البغدادي، الدقاق المقرئ المجود، المعروف بالولي.
قرأ القرآن على أحمد بن فرح، وعلي بن سليم بن الخطيب.
وأحمد بن سهل الأشناني، وأبي عبد الرحمن اللهبي، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير، وسمع الحديث، من أحمد بن يحيى الحلواني، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن الليث الجوهري، وكان من كبار المقرئين وثقاتهم.
قرأ عليه إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الحسن بن الحمامي وجماعة، وحدث عنه علي بن داود الرزاز، توفي ببغداد في رجب، سنة خمس وخمسين وثلاثمائة3.