وتوبوه عن التلاوة بها غصبا، وقيل إنه أخرج من بغداد، فذهب إلى البصرة، وقيل إنه لما ضرب بالدرة، جرد وأقيم بين الهبارين، وضرب نحو العشر، فتألم وصاح وأذعن بالرجوع.
وقد استجيب دعاؤه على الوزير، وقطعت يده وذاق الذل، توفي ابن شنبوذ، في صفر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وفيها هلك ابن مقلة1.
11- محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن العلامة، أبو بكر بن الأنباري، المقرئ النحوي البغدادي.
صاحب التصانيف، ولد سنة إحدى وسبعين ومائتين.
روى القراءة عن أبيه، وإسماعيل القاضي، وسليمان بن يحيى الضبي، وأحمد بن سهل الأشناني، وإدريس بن عبد الكريم، ومحمد بن هارون التمار، وطائفة وقرأ على بعضهم.
وسمع من الكديمي، وهو أكبر شيخ له، وأحمد بن يحيى ثعلب، وأحمد بن الهيثم البزاز، روى عنه عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو الفتح بن بدهن، وأحمد بن نصر الشذائي.
وأبو علي إسماعيل القالي، وصالح بن إدريس، والحسين بن خالويه، وأبو عمر بن حيويه، والدارقطني، وابن أخي ميمي وخلق كثير، من آخرهم محمد بن أحمد أبو مسلم الكاتب.
روى عنه الداني كتاب الوقف، والابتداء، قال أبو علي القالي: كان ابن الأنباري، يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهدا في القرآن.
وكان ثقة صدوقا، وقال أبو علي التنوخي: كان ابن الأنباري يملي من حفظه، ما أملى قط من دفتر، وقال حمزة بن محمد بن طاهر: كان ابن الأنباري، زاهدا متواضعا.
حكى الدارقطني، أنه حضره في مجلس يوم الجمعة، فصحف اسما، فأعظمت له أن يحمل عنه وهم، وهبته، فلما انقضى المجلس، عرفت مستمليه.
فلما حضرت الجمعة الثانية، قال ابن الأنباري، للمستملي: عرف الجماعة، أنا صحفنا الاسم الفلاني، ونبهنا ذلك الشاب على الصواب.