قال محمد بن جعفر التميمي: ما رأينا أحفظ من ابن الأنباري، ولا أغزر من علمه، حدثوني عنه أنه قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقا، التميمي، وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله.
وحدثت أنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا، بأسانيدها.
وقال لي أبو الحسن العروضي: كان ابن الأنباري يتردد إلى أولاد الراضي بالله، فسألته جارية عن تعبير رؤيا، فقال: أنا حاقن، ومضى.
فجاء من الغد وقد صار عابرا، مضى من يومه فدرس كتاب الكرماني.
وقيل: إن ابن الأنباري، أملى كتاب غريب الحديث في خمسة وأربعين ألف ورقة.
وله كتاب شرح الكافي في ألف ورقة، وكتاب الأضداد، وهو كبير، وكتاب الجاهليات في سبع مائة ورقة، وكان رأسا في نحو الكوفيين، وله كتاب المذكر والمؤنث، ما ألف أحد أكبر منه.
توفي ليلة الأضحى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ببغداد، وكان أبوه أديبا لغويا علامة مصنفا1.
12- أحمد بن يعقوب التائب المقرئ أبو الطيب الأنطاكي، رأى أحمد بن جبير، وحضر مجلسه مرات، ولم يقرأ عليه.
وقرأ على صاحبه عبيد الله بن صدقة، بخمس روايات، وعلى محمد بن حفص الخشاب صاحب السوسي، وروى الحديث عن أبي أمية الطرسوسي وعثمان بن خرزاذ وجماعة.
قال الداني: له كتاب حسن في القراءات، وهو إمام في هذه الصنعة ضابط بصير بالعربية، أخذ عنه القراءة علي بن محمد بن بشر الأنطاكي نزيل الأندلس، وعبد الله بن عمر البغدادي، وعلي بن محمد.
وقال بعض الشيوخ: لم يكن بعد ابن مجاهد أعرف من أحمد بن يعقوب التائب، بحروف القراء، توفي بأنطاكية سنة أربعين وثلاثمائة2.
13- محمد بن عمر بن خيرون المعافري، أبو عبد الله المغربي شيخ الإقراء بالقيروان.