فلقيت البزي فأخبرته فقال: قد رجعت عنه، ثم أتى إلى القواس من الغد، فقال: قد جاءني أبو عمر، برسالتك في هذا الحرف، وكان معه حرفان آخران، رددتهما عليه.
وقد كان عكرمة بن سليمان أقرأنيها، وقد رجعت عنها إلى قولك، قال أبو عمرو الداني: توفي القواس بمكة، سنة أربعين ومائتين، وقال غيره: سنة خمس وأربعين، والله أعلم1.
4- عبد الوهاب بن فليح المكي أبو إسحاق المقرئ، مولى عبد الله بن عامر بن كريز.
قرأ القرآن على داود بن شبل بن عباد، ومحمد بن بزيع، ومحمد بن سبعون، وسعيد بن أبي مرة، وسمع من سفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية الفزاري.
وعبد الله بن ميمون القداح، وغيرهم، قرأ عليه إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمران الدينوري، والحسن بن أحمد الحداد، وعباس بن أحمد وغيرهم.
وروى عنه محمد بن أحمد الشطوي، ومحمد بن هارون الأزدي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وقع لنا حديثه عاليا.
قال النقاش: حدثنا محمد بن عمران، سمعت عبد الله بن فليح يقول: قرأت على أكثر من ثمانين نفسا، منهم من قرأت عليه، ومنهم من سألته عن الحروف المكية.
وقال ابن أبي حاتم: عبد الوهاب روى عنه أبي، وقال: هو صدوق, قلت: توفي في حدود الخمسين ومائتين على أن بعضهم قد ورخ موته في سنة سبعين ومائتين، وهو بعيد2.
5- أبو يعقوب الأزرق يوسف بن عمرو بن يسار المدني، ثم المصري.
لزم ورشا مدة طويلة، وأتقن عنه الأداء، وجلس للإقراء، وانفرد عن ورش بتغليظ اللامات، وترقيق الراءات، قرأ عليه إسماعيل بن عبد الله النحاس، ومواس بن سهل المعافري, ومحمد بن سعد الأنماطي، وجماعة، آخرهم موتا أبو بكر بن سيف قال أبو عدي عبد العزيز: سمعت أبا بكر بن سيف يقول: سمعت أبا يعقوب الأزرق يقول: إن ورشا لما تعمق في النحو اتخذ لنفسه مقرأ يسمى مقرأ ورش، فلما جئت لأقرأ عليه، قلت له: يا أبا