مجلسهم، فنفق نفقات ثم طار، فذكروا قول الزّرقاء فارتحلوا حتى نزلوا الحيرة، «1» فأوّل من اختطّها هم، ورئيسهم يومئذ مالك بن زهير «2» ، واجتمع «3» إليهم لما اتّخذوا «4» بها المنازل، ناس كثير من سواقط «5» القرى، فأقاموا بها زمانا، ثم أغار عليهم سابور الأكبر [ذو الأكتاف] «6» ، فقاتلوه، وكان شعارهم يومئذ: «يا لعباد الله» فسمّوا العباد، وهزمهم سابور، فسار «7» معظمهم ومن فيه نهوض، إلى الحضر من الجزيرة، يقودهم الضّيزن بن معاوية التّنوخى، فمضى حتّى نزلوا الحضر، وهو بناء بناه الساطرون الجرمقانىّ، فأقاموا به [مع الزّبّاء، فكانوا رجالها وولاة أمرها، فلمّا قتلها عمرو بن عدىّ استولوا على الملك، حتى غلبتهم غسّان] «8» . وأغارت حمير على بقيّة قضاعة، فحيّروهم بين أن يقيموا على خراج يدفعونه إليهم، أو يخرجوا [عنهم] «9» ، فخرجوا، وهم كلب وجرم والعلاف، وهم بنو ربّان أخى «10» تغلب بن حلّوان، وهم أوّل من عمل الرّحال العلافيّة، وعلاف: لقب ربّان، فلحقوا بالشام، فأغارت عليهم بنو كنانة بن خزيمة بعد ذلك بدهر، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، فانهزموا ولحقوا بالسماوة، فهى منازلهم إلى اليوم.

انتهى كلام أبى الفرج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015