المصاحف ونقطها، يرجع إليها كل من له معرفة ودراية برسم المصحف وضبطه. وهناك الكثير من المؤلفات يطول ذكرها.
أخذ «أبو عمرو الداني» القراءة عن مشاهير علماء عصره، وفي مقدمتهم:
«خلف بن إبراهيم بن خاقان، وأبو الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون» وغيرهما كثير.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وذاع صيته بين الناس، وتزاحم الناس على الأخذ عنه، ومن الذين قرءوا عليه:
«عبد الله بن سهل».
توفي «أبو عمرو الداني» بدانية يوم الاثنين منتصف شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن شيوخ «عبد الله بن سهل» في القراءة: عبد الجبّار بن أحمد بن عمر ابن الحسن، أبو القاسم الطرسوسي؛ بفتح الطاء والراء المهملتين، نسبة إلى «طرسوس» وهي من بلاد «الثغر» بالشام، يقول «السمعاني»: وكان يضرب بعيدها المثل، إذ كان أهلها يتزينون ويخرجون بالأسلحة الكثيرة المليحة، والخيل الحسان، ليصل الخبر إلى الكفار فلا يرغبون في قتالهم، وقد كان هذا قبل أيامنا، والساعة صار هذا البلد في ايدي الفرنج (?).
وكان استيلاؤهم عليها سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وهو تاريخ «محنة طرسوس».
ولد «عبد الجبار بن أحمد» سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، وكان من مشاهير القراء المشهود لهم بالثقة، والأمانة، وجودة القراءة، وصحة الإسناد يقول عنه «أبو عمرو الداني»: