ومعانيه، وطرقه، وإعرابه، وجمع في ذلك تواليف حسانا يطول تعدادها، وله معرفة بالحديث، وطرقه، وأسماء رجاله، ونقلته، وكان حسن الخط، جيّد الضبط من أهل الحفظ، والذكاء، والتفنن، ديّنا، فاضلا، ورعا، سنيّا (?).

وقال «المغامي»: كان «أبو عمرو الداني» مجاب الدعوة، مالكيّ المذهب، قرأت بخط شيخنا «الحافظ عبد الله بن محمد بن خليل» رحمه الله، قال بعض الشيوخ، لم يكن في عصره، ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه، وتحقيقه، وكان يقول: «ما رأيت شيئا إلا كتبته، ولا كتبته إلا حفظته، ولا حفظته فنسيته. وكان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار، وكلام السلف فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها» اه (?).

وقال «الإمام ابن الجزري»: سمع «أبو عمرو الداني» الحديث من جماعة، وبرّز فيه، وفي أسماء رجاله، وفي القراءات علما وعملا، وفي الفقه، والتفسير، وسائر أنواع العلوم. ثم يقول «ابن الجزري»:

ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل، وما وهبه الله تعالى فيه، فسبحان الفتّاح العليم» (?).

ترك «أبو عمرو الداني» الكثير من المصنفات النافعة المفيدة، من هذه المصنفات كتابه «جامع البيان» فيما رواه في القراءات السبع، وكتاب «التيسير» في القراءات السبع، وهو مشهور لدى علماء القراءات، وأقول: قد قرأت بمضمّن هذا الكتاب، والحمد لله رب العالمين، وأقرأت به تلاميذي.

ومن مصنفاته «كتاب المقنع في رسم المصاحف، وكتاب المحكم في نقط المصاحف»، وأقول: هذان الكتابان يعتبران من المراجع الأصيلة في رسم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015