مقدمتهم: «أبو الطيب عبد المنعم بن غلبون» فقد أخذ عنه القراءات بمصر.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، وينهلون من علمه، ومن الذين قرءوا عليه: «عبد الله بن سهل».
توفي «مكي بن أبي طالب» في المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
ومن شيوخ «عبد الله بن سهل» في القراءة: «عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد أبو عمرو الداني الأمويّ مولاهم القرطبي، المعروف في زمانه بابن الصيرفي»، ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. وهو من أشهر العلماء في علوم القرآن الكريم، وأعلاهم إسنادا.
قال رحمه الله تعالى: «وابتدأت بطلب العلم في سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة، ورحلت إلى المشرق في سنة سبع وتسعين، ودخلت مصر في شوّال فمكثت بها سنة،
وحججت، ودخلت الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وخرجت إلى «الثغر» سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت «سرقسطة» سبعة أعوام ثم رجعت إلى «قرطبة» قال: وقدمت «دانية» سنة سبع عشر وأربعمائة».
فاستوطنها حتى توفاه الله تعالى.
احتلّ «أبو عمرو الداني» مكانة سامية، ومنزلة رفيعة بين الجميع، ولا زالت ذكراه عطرة حتى الآن، ومصنفاته انتفع بها آلاف طلاب العلم، والعلماء، ولو كتبت مؤلفات عن «أبي عمرو الداني» فلن توفيه حقه، في هذا المقام يقول «ابن بشكوال»:
كان «أبو عمرو الداني» أحد الأئمة في علم القرآن، ورواياته، وتفسيره،