أثنى عليه الكثيرون من العلماء، وفي هذا يقول «أبو سعيد بن السمعاني»:

«كان مقرئا، فاضلا، كثير التصانيف، حسن السيرة، متعبّدا، حسن العيش قانعا باليسير، يقرئ أكثر أوقاته، ويروي الحديث» اه (?).

وقال «عبد الغافر الفارسي»: كان ثقة جوّالا، إماما في القراءات، أوحد في طريقته، وهو ثقة، ورع، عارف بالقراءات، والروايات، عالم بالأدب، والنحو، أكبر من أن يدلّ عليه مثلي، وهو أشهر من الشمس، وأضوأ من القمر، ذو فنون من العلم» اه (?).

رحل «عبد الرحمن بن أحمد» إلى كثير من المدن، والبلاد من أجل تلقي العلم، والأخذ عن الشيوخ، وكانت رحلته الأولى وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ومكث في طوافه بالبلاد إحدى وسبعين سنة، رحمه الله تعالى.

أخذ «عبد الرحمن بن أحمد» القراءة عن عدد كبير من علماء القراءات، منهم: «علي بن داود الدارانيّ، وأبو الحسن الحمامي» وغيرهما كثير.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وصحة الإسناد، وأقبل عليه الطلاب ينهلون من علمه، ويأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه «أبو معشر الطبري».

توفي «عبد الرحمن بن أحمد» في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة.

ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «علي بن الحسين بن زكريا، أبو الحسن الطريثيثي»، وهو من خيرة القراء المشهود لهم بالثقة والاتقان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015