والقراء والخطباء كما شرحنا في المواليد الستة, ويترجلون تحتها ريثما يجلس الخليفة فيها, وبين يديه شمع, ويبين شخصه. ويحضر بين يديه الخطباء الثلاثة, ويخطبون كالمواليد, ويذكرون استهلال رجب, وأن هذا الركوب علامته ثم يسلم الأستاذ من الطاقة الأخرى استفتاحا وانصرافا كما ذكرنا.

ثم يركب الناس إلى دار الوزارة, فيدخل القاضي والشهود إلى الوزير. فيجلس لهم في مجلسه, ويسلمون عليه, ويخطب الخطباء أيضا بأخف من مقام الخليفة, ويدعون له ويخرجون عنه. فيشق القاضي والجماعة القاهرة. وينزل على باب كل جامع بها ويصلي ركعتين ثم يخرج من باب زويلة طالبا مصر بغير نظام, ووالي القاهرة في خدمته اليوم مستكثرا من الأعوان والحَفَظة في الطرقات إلى جامع ابن طولون. فيدخل القاضي إليه للصلاة فيجد والي مصر عنده للقاء القوم وخدمتهم, فيدخل المشاهد التي في طريقه أيضا, فإذا وصل إلى باب مصر ترتب كما ترتب في القاهرة وسار شاقا الشارع الأعظم إلى باب الجامع من الزيادة التي يحكم فيها, فيوقد له التنور الفضة الذي كان معلقا فيه, وكان مليحا في شكله وتعليقه, غير منافر في الطول والعرض, واسع التدوير, فيه عشر مناطق في كل منطقة مائة وعشرون بزاقة, وفيه سروات بارزة من النخيل, في كل واحدة عدّة بزاقات تقرب عدة ذلك من ثلثمائة, ومعلق بدائر سفله مائة قنديل نجومية.

ويخرج له الحاكم فإن كان ساكنا بمصر استقربها, وإن كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015