القرون، فلا يقُوْلَنَّ أحَدٌ في بعضها: هذه ((لغة ميتة)) أو ((هذه ألفاظ محلية إقليمية)) فلا تشاع؛ فإن في ذكرها تجلية لمواقف العلماء، ودقيق اهتماماتهم، وكثيراً ما ترى الارتباط بين القديم والجديد، فيقيم الناظر سوق التدليل والتنظير، كما أنك سترى ألفاظاً هي قمة في الألفاظ الإسلامية لكن لا تشرع في مواضع؛ فصار إدخالها في هذه المناهي لهذا السبب وحسبما نبه عليه العلماء - رحمهم الله تعالي -.
وجُلُّ العمل هنا هو في: الجمع والترتيب، لا في الوضع والتصنيف، والمقصود: الدلالة على الألفاظ وعزوها حسبما يقع، وعليه: فليغض الناظر الطرف عن النزول في العزو، وعدم استقطاب المراجع وترتيبها حسب السبق الزمني، وما هناك من إخلال في ترتيب اللفظ في ذاته، وقد ترددت بين جعل كل لفظ في حرفه حسب أصله أو حسب وضعه، فجمعت أحياناً بين الموضعين أذكره في أحدهما، وأُشير إليه في المكان الآخر، وقد وقعت بعض أخطاء في الترتيب لم يمكن تداركها، والمنهي عنه - ولو على سبيل الأولى والتوقي - مذكور بحرف أحمر بارز.
وأما الكلام على ذات اللفظ، فإن كان يدل على النهي عنه نص فما زاد؛ فقد أكتفي بسياق نص واحد، ثم أُتبع ذلك المراجع، ليرجع إليها منشد التحقيق، ومبتغي التدقيق، وإن كان بدلالة مقتضى النظر والتعليل؛ نص أحد العلماء في اللفظ، أو صغت من مجموع كلامهم ما يدل على المراد، وأردفته بذكر المراجع، وكم من لفظ يحتاج إلى مزيد من البيان، والتحرير، ومرتبة المروي، فحسبي أن مصادره - ما